البارت الثالث عشر :
جراح الغربة
بقلم نجلاء عامر
**************
جاء موعد انصراف رحمة ونسرين من الجريدة ونزلت نسرين وجدت كنان بانتظارها بجوار سيارتها ومعه بوكيه ورد جميل جدا وعندما شاهدته نسرين ورحمة استاذنت رحمة للرحيل وتركتها لمجن ونها كما تطلق عليه وبالفعل ذهبت اليه نسرين وهى تبتسم فهو لا يترك شئ الا فعله لكى يعبر لها عن مدى حبه لها-يا مساء الورد على احلى وردة فى حياتى
-مفيش فايدة فيك يا كنان مساء الخير عامل ايه
-منتظر الرد اللى هيرد ليا روحى
-للدرجة دى يا كنان يعنى للدرجة دى انت بتحبنى وعمرك ما هتجرحنى
-حب ايه بس دا انا بقيت بمو ت فيكى
-هههههه رحمة مسمياك مجنو ني ههههه
-تخيلي صح عندها حق ها ردك ايه
-نتكلم جد يا كنان
-شعر كنان بالقلق من كلماتها لكنه حاول يسيطر على انفعالاته لكى يعلم ما تريد ان تقوله له
-انت عارف يا كنان انى مريت بتجربة خلتنى فقدت الثقة فالحب وفى اى انسان غريب عنى خصوصا وزى ما انت اكيد عرفت ان اللى كسرنى وخان ثقتى هو ابن عمي اللى كان كل حياتى فى وقت من الاوقات
-ليرد عليها كنان ملوش لازمة الكلام ده مادام بيوجعك
-لا كنان سبنى اتكلم واقول كل اللى عندى يمكن لما اتكلم اتخلص من الجرح ده وعلشان انت كمان حقك تعرف كل حاجة عنى
-بس انا مش عايز اعرف اى حاجة عن التجربة دى ده ماضى وراح لحاله و عمره ما هيأثر فيا او فى حبي ليكى بس لو هيريحك اننا نتكلم خلاص نتكلم بس مش هنفضل وقفين كده فى الشارع
-طيب فى كافيه جنب الجريدة على طول انا والبنات بنحب نقعد فيه تعالى نروحه ونتكلم برحتنا
ليذهب كنان ونسرين الى الكافيه لقد شعرت انها يجب ان تحكى لكنان كل شئ حتى تخرج ما بداخلها ولكى يعلم ان اكثر ما تكرهه الخيانة والخذلان لتتحدث
-كنان انت تعرف طبعا ان اسلام يبقى ابن عمى واكبر مني بثلاث سنوات وانت عارف ان ساعات الاخوات بيتفقوا ان هيجوزوا اولادهم لبعض ولو كان بهزار لكن للاسف الهزار ده اتقلب معايا لجد وخصوصا انى كنت بسافر كتير مع والدى بحكم طبيعة عمله فى السلك الدبلوماسي وطبعا مكنش ليا اصدقاء بالمعنى المفهوم للصداقة الا تقريبا اكمل لان ظروفنا واحدة تنقل من بلد لبلد فطبعا لما وصلت لسن المراهقة ومع سماعى كل ما انزل مصر وازور عمى ان اسلام لما يكبر هنجوزه نسرين فى السن ده طبعا البنت بتتعلق بالكلام الحلو واسلام طبعا كل ما كنا ننزل اجازة عمره ما كان بيسبنى يخرج معايا ونروح النادى مع بعض وطبعا ظروف عمى المادية مكنتش عالية فكان بيحب يزور الاماكن دى معايا وكل ما كنت باكبر كنت بحس بحبي له بيكبر وهو مكنش الصراحة بيقصر معايا كلام جميل وغيرة عليا من كل اصحابى حاجات بتخلي اى بنت تتعلق بالانسان ده حبيته وهو كمان حبنى او انا اعتقدت كده لغاية ما خلصت دراسة وهو اتقدم لوالدى فى اجازة وتمت الخطبة على الرغم ان خالي جمال مكنش متحمس ليه بس هو حس انى بحبه جدا وبكده مقدرش يقف ادام سعادتى وطبعا بعد شوية ابتديت احس انه متغير معايا خصوصا لما طلب من بابي انه يحاول يلاقى ليه فرصة عمل فى البلد اللى هو فيها بس بابي مكنش بيحب يطلب من اى حد اى حاجة علشان مركزه وعلشان ميسببش لحد اى احراج ومن هنا ابتدا اسلام يتغير ويقعد بالايام ميكلمنيش ويتخانق معايا على اسباب تا .فهة كنت بعذره واقول يمكن حاسس انه مضغوط علشان اكيد بيحاول يوافر وياسس بيتنا بشكل مشرف علشان كده بيجهد نفسه زى ما كان بيقولى مع انى عمرى ما طلبت منه حاجة او ارهقته بطلبات مادية بالعكس كنت بتنازل عن حاجات كتير علشان زى ما بيقولوا المركب تمشي لحد ما فى يوم لقيته بيتصل بيا ويطلب مقابلتى وفعلا قبلته اعتذر انه مش هيقدر يكمل معايا وانه لقى فرصة عمل برة مصر ومش عايز يعلقنى لانه مش عارف ظروفه هتبقى ايه وسبنى لصدمتى ومشى وطبعا بعد اسبوع عرفت من اخواته انه اتجوز واحدة تانية قدرت توفر له فرصة كويسة اوى فى بلد اجنبي وطبعا هما كانوا بيقولوا ليا الكلام ده وهما شمتنين فيا مع انى معملتش ليهم حاجة وحشة وكنت بحبهم وبعملهم زى اخواتى بس مع الوقت وطبعا خالى وضحلى حاجات كتير كنت عا مية عنيي عنها مش بيقولوا مراية الحب عا مية طبعا عمى لان ظروفه المادية قليلة كان فى غ يرة بين مراته وامي وهى اللى زرعت فى اولادها الغيرة دى وللاسف عمى مكنش متخيل ان الغيرة اللى مراته بتحس بيها ممكن تاثر على علاقته باخوه فى يوم من الايام بس ارجع واقول هو ملوش ذنب ودايما بيسال عليا وانا بحبه جدا بس مقدرتش اتعامل تانى مع اولاده او مراته بس هى دى كل الحكاية ومعلش طولت عليك بالكلام