البارت السادس
رواية جراح الغربة
بقلم نجلاء عامر***********
تمر الايام والقلوب تدعي النسيان لكن هل للالم ان ينسى دون ان يترك اثر ترى يا قلب هل لك ان تبدء من جديد وتنسى من تركك دون ان يلتفت حتى الى ما ترك رحمة قد وجدت نفسها فى عملها بالجريدة وقد اصبحت هى وسلمى ونسرين لا يتركون بعضهم الا بانتهاء الدوام وقد انضمت اليهم مؤخرا ريم بعد انتهائهم من الامتحانات فلقد مر على نزولهم للتدريب بالجريدة اربع اشهر كانت فيهم رحمة تعمل بجد واجتهد لكى تتعلم وتبدع فى عملها لقد نالت اعجاب كل من معاها فى القسم حتى ان رئيس التحرير اصبح يضع عليها امل كبير فهو يرى فيها بداياته ويتوقع لها ان تصل الى اعلى المناصب فى الجريدة وهى ايضا تحترمه كثيرا واصبح يمثل لها الاب الروحي الذى تتعلم منه الكثير كما ان نسرين قد دربتها بكل حب فتعلمت منها كل ما يتطلبه الصحفى فى عمله وقد اتمت تدريبها بنجاح ذلك ما يخص عملها اما قلبها فقد حاول كثيرا العم إسماعيل ان لا يكلم ساهر فى وجودها وهى ارتاحت لهذا الامر وخصوصا بعد ان علم بحمل زوجته وقد اخفى ذلك عن رحمة لكى لا يزيد من وجعها وهى لم تسال يوم على ساهر واما هو فكان كل فترة ما يسال والده عنها وعن احوالها وهو يخبره انها على ما يرام فهي ما بين الكلية وعملها فى الجريدة مع امجد تلك الجريدة التى كانت بمثابة طوق النجاة لها من ان تصل الى حد الانهيار العصبي فعملها اخذ الكثير من وقتها لتنسى ما مرت بيه ولو مؤقتا وككل يوم يجتمعوا الصديقات الثلاث مع نسرين لكى تملى عليهم ما يجب عليهم القيام به
-ها يا بنات كله تمام كده
لترد عليها البنات بصوت واحد تمام
لترجع توضح لهم المطلوب من كل واحدة اليوم ليقوموا بالمطلوب منهم تحت انظار امجد كم هو فخور بهم فلم يقصروا يوما فيما طلب منهم ليطلب من نسرين ان تحضر هى والبنات الى غرفة رئيس التحرير ضرورى
ليشيد لجمال بما يقوم به الفتيات وكم اتقنت نسرين فى تدريبهم ليهنئهم جمال على ما وصلوا اليه من تقدم و قد اوكل لهم اول عمل خاص بيهم وهو كمراسلين للجريدة فى حفل كبير خاص بتوزيع الجوائز الصحافة بنقابة الصحفيين غدا ويوجد بهذا الحفل شخصيات مهمة لتسرع ريم تسال
-ممكن اجيب اختى معايا الحفلة وعندما لم تسمع رد شعرت انها اندفعت فى الكلام ولتشعر بالخجل وخصوصا انها بدت كانها طفلة صغيرة تريد اصطحاب والدتها معها فهم لا يعلموا مدى ارتباطها برنا اختها فهى ليست اختها فقط بل امها وكل شئ فى حياتها وما زاد من خجلها تلك الابتسامة التى ابتسمها امجد عليها ليشعر جمال بها ليبتسم ابتسامة حانية
-ماشى يا ستى خليها تيجى معاكى
لتبتسم وتتحول لطفلة تقفذ من الفرح شكرا شكرا رنا هتفرح اوى
ثم تنظر اليهم مرة اخرى وتشعر بالخجل ليحرك امجد راسه انه لا فائدة من ان تكبر تلك الفتاة فهى معهم منذ اكثر من شهرين وهو يرى تصرفتها كانها طفلة مشاغبة تجعل من يرها يضحك من افعالها العفوية لينسحب البنات وبداخل كل منهم امل جديد فى عملهم وحياتهم فرحمة تجد انها على اول الطريق التى حلمت به وعلى وشك تحقيق امانيها فى عالمها الجديد اما ريم على الرغم من سعادتها انها تعمل مع هذا الفريق الرائع لكن بدء قلبها يدق دقاته الجديدة عليها اتجاه أمجد لكن هناك ما يجعلها تحاول ان تتراجع عن هذا الحب الذى بدى ينمو بداخلها فهناك عقبات كثيرة اولها اختها هل لها ان تحب وتشعر بالاحساس الذى حرمتهُ اختها على نفسها لاجلها للاسف شعورها بالذنب اتجاه اختها جعلها تحاول ان توؤد هذا الحب قبل ان يكبر ويسيطر عليها اما السبب الثانى وهو ان امجد لن ينظر اليها فهو يعتبرها طفلة وكثير ما صرح بذلك من تصرفاتها التى تقوم به بعفوية طوال الفترة التى تدربت بها معهم اما سلمى فهى مازالت تهيم بحب دكتور عمرو لكنه منذ فترة لم تراه فكان لديها امل ان تراه فى هذا الحفل لتذهب كل فتاة الى بيتها وبداخلها امل فى غدا