الفصل السابع/ معركة وادي الغيلان

13 2 1
                                    




قبل أسبوع
وادي الغيلان



- أيها الزعيم! أيها الزعيم!

دخل الخادم يركض ويلهث وهو يصيح بصوتٍ عالي في وسط مجلس كبار قبيلة الغيلان الذي صمم ليكون مشابهًا لقصر كبير متشحٌ بالظلام من كل جانب إلا ان الشموع العديدة الكائنة في كل رقعة من الجدار انارته بقوة ليكون دورها كالشمس المفقودة هناك

- نعم يا غوبال تكلم.

رد (توغين) بصوته الغليظ أذنًا له بالكلام وهو جالس بقرب والده وعدد من كبار وسادات القبيلة

- لقد أرسل العفاريت برسولٍ لهم وهو يطلب منكم الأذن بالدخول.

ألتف نحو والده الغول الكبير الطاعن في السن إلا ان كل هذه السنوات لم يكن لها تأثيرًا على شكله او بنيته فكان يبدو فتيًا بعمر ولده
حدقا ببعضهما لثواني والنار تستعر بداخلهما

- أيظنوننا حمقى؟! يقتلون أحد ابناء قومنا ويرسلون برسولٍ طالبين السلام! أقطعوا رأسه وأرسلوا ببقايا عظامه لهم ولتكن هذه رسالة على الحرب.

رد زعيمهم بعد ان أستقام واقفًا منتفضًا رافضًا عرض الصلح الذي أتاه ليعود بجلسته حيث ولده الذي وافقه الرأي، همهم بقية الموجودين وهم يشدون على قراره فكان لمقتل أحد الغيلان في أرضهم وقعًا كبيرًا أرادوا من خلاله الأخذ بثأرهم كما أرادوا اثبات أنفسهم في المنطقة
خصوصًا وان من قتل كان ابن الزعيم السابق الذي تنحى عن منصبه فكان لوالده فضلًا كبيرًا عليهم لن ينسه الغيلان أبدًا

كان الحاضرون يثنون على زعيمهم لقراره الجريء في نظرهم إلا واحدة كانت واقفة بصمت من خلفهم تطالعهم وفي جعبتها الكثير لتحكي وكأن في كل نَفَس تأخذه تمتلأ دواخلها بكلامٍ مخفي مثل بركان يثور حتى انفجرت ثورتها لتقول بائحة عن مكنون صدرها

- هل أفقدتك كل تلك السنين صوابك؟ وأنت تعلم بأن اوكين معهم أترغب بالاقتصاص منه أيضًا لأن عفريتًا لا يموت له بصلة ارتكب جريمة وحده من يحاسب عليها.

نطقت كلماتها بصوتٍ جهوري واضح وهي تشد على قبضتيها حتى كادت الدماء تسيل منها، كان واضحًا ان كلامها نابع من مشاعر الأمومة التي كانت تعتصر بداخلها فهي زوجة الزعيم وام (توغين) 
ليرد الزعيم غير مكترثٍ وهو يشيح ببصره بعيدًا

- ان أقبلَ أوكين الينا فعليه الأمان.

- وان لم يفعل؟ لقد عاد لقبيلته للتو!

عكس ارشالوس || REVERSE ARSHALOUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن