الفصل الثالث/ العالم السفلي

12 2 1
                                    


العالم السفلي
عام 6997

تأوهات خافتة كانت تسري من فمي ازاء الألم الذي كنتُ اشعر به
فتحتُ عيني لأجد نفسي في مكان لم آلفه مطلقًا وحيدة لا احد معي
مستندة على جذع شجرة، كان كل شيءٍ مظلمًا والسماء حالكة بلا قمرٍ او نجوم، عندما دققت النظر أكتشفت انها غابة مليئة بالأشجار في اعلى تل وفي اسفله كانت هنالك قريةٌ صغيرة فيها اكواخ مضاءة بفعل النار الموقدة في وسطها، كان النور الصادر منها ينتشر فيغطي بضوءه ما استطاع ان يطاله
حاولتُ ان انهض بجسدي لأبحث عن شادومان إلا انني كنت أشعر بالألم يقرع في جراحي وضعتُ يدي عليها واستشعرت بعض الدماء منها، يبدو ان دواء شادومان قد إنتهى مفعوله
كان جسدي فارغ القوة وكأن حشرة بغيضة امتصت كل قوتي
حاولتُ ان انهض علني أجد شادومان إلا انني ما ان وقفت لثواني حتى سقطتُ على الأرض
استسلمتُ بعدها وعدت حيث مكاني لأستند على جذع الشجرة وانا اتنفس بسرعة، اين ذلك الظل اللعين؟
ما هي إلا دقائق حتى عادت تلك الصور المخيفة على اعتاب ذاكرتي لتحاصرني حاملةٌ معها مشاعر الغضب ، الحزن واليأس كأنها صخرةٌ كبيرةٌ تدفع بي الى القعر تسحقني وتنهشني تاركةً غصةً في بلعومي وحيدة في هذا المكان
ان حالتي ليُرثى لها
لم تكن لدي طاقة للبكاء ولكن دموعي كانت تتساقط لوحدها
بعد وهلة توقفت دموعي عن الانهمار إلا ان هذه الدماء لازالت تسيل من جسدي
توقفتُ عن البكاء إلا ان هذه المشاعر لازالت تتلبسني
وانا اقسم لنفسي ان احقق مرادي وان انال ما اسعى اليه فهذا هو الطريق الذي اخترته وكنتُ اعلم بأنه لن يكون مزينًا بالورود
شددت على قبضتي وانا اقضم بشفاهي و اردد في داخلي (سأعيدكم)

وبينما كنتُ أتسامر مع نفسي شعرتُ بهواءٍ حار يلفحني من الخلف
يضرب بشعري فيحركه بتناغم معه قبل ان استشعر وجود شخصٍ خلفي ليتضح لي ذلك عندما رأيتُ ظلًا كبيرًا قد سقط علي
يباغتني بظلامه وقبل ان ألتفت برأسي سمعتُ صرختهُ المدوية التي ملأت المكان رعبًا وقبل ان أفكر بالهروب وجدته ممسكًا بي خانقًا اياي بيده الكبيرة كانت أضخم يد شاهدتها في حياتي
كأن الموت يطاردني مصطحبًا الخوف معه ليتلبسني شالًا حركتي
بين الذهول والخوف فقدت جميع حواسي وانا ادرك ان الموت يقترب مني يجرني في كل مرةٍ اليه
بحركة لا ارادية ادرت برأسي الى الخلف لأشاهد هذا الوحش الكبير
كانت عيناه كأعين الدُمى جاحظة فارغةٌ لم المح اي وعي منها، قرون حالكة تتربع على رأسه بشكلٍ مريع
وندوب كبيرة تغطي وجهه تقوست مع تقوس فكه بارزًا أنيابه الحادة داعيةً اياي لأكون وليمته الليلة
ليس لدي طاقةٌ لمقاومته ولكني اعلم بأنني لن اموت اليوم
حركتُ رأسي يمينًا وشمالًا لأجد طريقةً اخلص بيها نفسي
علَ شادومان يظهر ويُنقِذُني كما فعل سابقًا
إلا ان الموت كان أمامي وكل ما حولي ظلام
لربما انا مخطئة لربما علي الموت فقط
حاولتُ ان أخفف عن نفسي بذكرياتٍ قديمة استرجعتها عندما كنا معًا وكأنني احاول ان أُضيء شمعةً في مكانٍ عاصف ولكن نورها يرشدني الى نهايتي
وبينما كنتُ منشغلةً بأفكاري الانتحارية قاطعني صوتٌ غير مألوف لي

عكس ارشالوس || REVERSE ARSHALOUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن