الفصل الأول/ بداية النهاية

53 5 6
                                    



دائمًا ما راودني الحلم ذاته في يوم محدد من السنة
لطالما استيقظت مفزوعة منه ولكن بتكراره غدا مألوفًا لدرجة عادية إلا انه لم يكن كذلك
لذلك كنت دائمًا ما اتجاهل الامر واكمل يومي وانا احاول ان اتصرف بشكل طبيعي
واليوم هو الثامن والعشرين من يوليو ذلك اليوم من السنة
اركض في غابة تستوطنها اشجار كثيفة تشابكت فروع اغصانها مع بعضها البعض
الهث بشدة وانا احاول التقاط انفاسي بصعوبة بعد ان توقفت
احرك رأسي لأبصر ما يحيط بي ولكن سرعان ما عدت اجري والخوف يتلبسني من ما هو قادم خلفي
إلا ان نيزكًا مشتعلًا هوى على الارض تناثرت ازاءه قطع الحجارة من حولي بدد معه كل شعور كان يخالجني
انقبضت ملامح وجهي واستيقظت من النوم على صوت الضجة التي يصنعها الاطفال في الخارج وهم يلعبون كرة القدم
استلزمتني بضع دقائق لأنهض من السرير وانا اتجاهل رغبتي بالعودة للنوم
فتحت النافذة لأتنعم بضوء شمس الصباح وانا اطالعهم بلا غاية
بطريقة ما ذكرني هذا المشهد بأبي
تنهدت في داخلي وانا استرجع ذكرى من طفولتي معه عندما
كان يعلمني لعب كرة القدم، والتي دائمًا ما استرجعتها ذاكرتي ربما لشوقي له او لأنني كنتُ ألومه على مايحدث لي فمنذ رحيله حَمَلتُ على عاتقي مسؤولية هذا المنزل فرعاية اخوتي الصغار لم يكن بالأمر السهل ابدًا وامي لم تكن أكثر عونًا لي وكيف اطلب العون منها وهي تعاني في المشفى،
منذ رحيلهما لم يعد هذا البيت مسكنًا لنا، بتُ ابصر الاشياء رتيبةً عديمة اللون بالأبيض والأسود وايامي كانت ابرد من ليالي الشتاء، لو لم يتركنا ابي لما كنتُ ملزمةً على ارتداء رداء القوة هذا متظاهرة بالسعادة،
، جلتُ بناظري الغرفة قبل ان اغادرها وقد تذكرت بأن (مادلين) قد وعدتني بالمجيء هذا الصباح لترافقنا الى محطة القطار ويبدو ان النوم كان سببًا في نقض وعدها لي،
ارتسمت الابتسامةُ على شفتي وقد تراءى لي جميع الاشياء السعيدة التي تنتظرني هذا اليوم واهمها رحلتنا لعلاج والدتي، توجهتُ الى المغسلة لأغسل وجهي قبل ان اوقظ (لورا) الصغيرة و (ايريك) ليستعدوا للذهاب وكان اول شيء يقوله (إيريك) وعيناه نصف مفتوحة

-اين سماعة الرأس الخاصةِ بي؟

حركتُ رأسي بالنفي قبل ان تسري تنهيدة صغيرة من فاهي وقد فقدتُ الأمل به كليًا بأن يكون شخصًا اجتماعيًا.
ما ان انتهيت حتى غادرتُ المنزل بعد ان اخبرت (إيريك) و(لورا) بأن هنالك مشوارًا صغيرًا علي ان اتمه،
سرتُ في طريقي وانا اتلحف بسترتي الصوفية لأقي نفسي من البرد فكان البرد أهم ما يميز بلدتنا الصغيرة وبعد مدة وجيزة وصلتُ الى منزل صديقتي (مادلين) هذا المنزل الكبير الذي كان يجذب انظار المارة من جواره فقد كان اكبر منزل في حينا، طرقت الباب وانا اعلم بأن الشخص الذي سيفتح الباب هي الخالة (تيزا) فلابد ان تكون هذه الكسولة غارقة في النوم الآن

عكس ارشالوس || REVERSE ARSHALOUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن