الفصل الثاني

19 3 1
                                    





أشعرُ بالدفئ في جسدي ولكن هل للميت قدرة للشعور؟
كنتُ اشعر بأنني ضائعةٌ في العدم كمن دبت فيه الحياة بعد ان سقط من السماء،
حاولتُ تحريك جسدي ولكنه كان ثقيلًا كثقل صخرة بل ان تحريك صخرة اسهل من تحريكه
ولكن فضولي عقد العزم على معرفة ماهية ما حدث لي فحاولت فتح عيني كبداية لكنها لم تستجب كما لو كنت مصابةً بشلل النوم، أيقنت عندها ان علي ان احاول عدة مرات اخرى لأنجح فكان النجاح حليفي في المرة الثالثة
فتحت عيني اليمنى لأتفحص المكان الذي يحويني، كان كوخًا صغيرًا او مستودع ربما، لم يكن فيه ما يستحق ان يذكر، من الاصوات التي اسمعها استطيع معرفة ان موقعه في الغابة
حاولتُ ان احرك اصابعي بوهن ليتبعه بعد ذلك تحريكي ليدي اليسرى التي سرعان ما وضعتها على عيني اليسرى وانا اتحسسها، كانت ملفوفةً بقطعة قماش سميكة و لم استشعر منها اي المٍ كما اي حياةٍ.
اعتراني سكون رهيب قبل ان استرجع ما حدث لي ولعائلتي واسترجع معها ذعري، أحرك رأسي يمينًا ويسارًا لعلني أجد احدهم ان كنت على قيد الحياة إلا يعطي هذا فرصة ضئيلة بأنهم احياء أيضًا

-امي، إيريك، لورا

تمتمت بأنين خافت وانا اذرف الدموع من عيني اتخبط بالوحشة التي تعتريني، الهث بلا حيلة وقد اغلق مجرى تنفسي بفعل دموعي المنهمرة،
فتحت فمي طالبةً للهواء كسمكة اصطادوها واخرجوها من الماء تفتح فمها تتقلب يمينًا وشمالًا تطلب نفسًا كي لا تموت وحتى لا افقد الوعي حاولت ان انظم تنفسي
اطرقت رأسي للأسفل وانا امسكه بيدي بينما اتكور على نفسي محاولة ان احيك القصص والاستنتاجات لما حدث، لربما لورا على قيد الحياة فأنا لم اراها تموت على وجه الخصوص
وفي حين كنتُ منهمكة بتفسير ما حدث وعندما رفعت بجذعي لألتفت للخلف أبصرتُ شيئًا لم يسرني مطلقًا
كان ظلًا أسودًا طويلًا بلا ملامح لم استطع معرفة اين عيناه او اذنيه لوهلة حسبته واقفًا وظهره يقابلني رؤية هذا الشيء انستني كل ما كنت اشعر به، حاولت ان اتسلل بهدوء وانا ازحف متراجعة للخلف لعله لا يشعر بوجودي فهذا أخر ما اتمناه

-أستيقظتِ؟

اردف هذا الكائن بصوت رزين ودبت رعشة بالخوف داخل جسمي،
وكأنني خرجتُ من مشهد رعب لأدخل في اخر دافعًا بهذا الكابوس ان يستمر، لم أنتظر طويلًا حتى عاود هذا الظل الكلام

-إيفلين، هل انتِ بخير؟

قال وهو يحاول ان يقترب مني ومع كل محاولة للأقتراب
كنت ابتعد للخلف،
أنى لهذا الظل ان يعرف اسمي؟ لطالما روت لي جدتي قصصًا مخلوقات الظلام وانهم يعرفون عنا اكثر مما نعتقد،
ولكي يوقف هذا المطاردة توقف عن الحركة وكعلامة على السلام استرسل بالكلام وهو يحاول تهدئتي

عكس ارشالوس || REVERSE ARSHALOUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن