2 - ﴿خَبَرٌ سَئٌ﴾

417 66 38
                                    

رن جرس الباب فارتدت الأم حجابها واتجهت نحو الباب وفتحته؛ لتستقبل ساعي البريد يحمل رسالة من صديق زوجها الذي كان يصحبه في طريق السفر.

فطلبت منه قراءة الرسالة لكونها لا تستطيع القراءة ولكن عندما تلفظ بأول كلمات من الرسالة صدمت والدة رفا من المكتوب:
- «...انتقل إلى رحمة الله تعالى صديقي العزيز (توفيق أرسلان) بسبب مرضه الذي اشتد عليه في طريق العودة فاضطررنا للعودة إلى (قرية الحُصاة) التي غادرنا منها واتجهنا إلى المستشفى ولكن عندما وصلنا كان قد انتقل إلى رحمة اللّٰه تعالى...أُرسِلُ هذه الرسالة إلى زوجة صديقي توفيق.
ستستغرق العودة من تلك القرية بضعة أيام لذا سنضطر لدفنه في قرية الحُصاة...البقاء للّٰه وحده.

عبد اللّٰه سعود صديق توفيق الحميم »

وضعت يدها على فمها واغرورقت عيناها بالدموع وهمت بالبكاء وبالفعل بدأت تبكي والدة رفا بغزارة.

خرجت رفا من غرفتها على صوت والدتها التي كانت تبكي بحرقة، وعندما رأت إنهيار والدتها فزعت كثيراً وهرولت نحوها واحتضنتها وقالت لها برعب كان جلياً على ملامحها الرقيقة:
- ماذا حدث يا أمي؟
لم تجبها والدتها ولم تستمر في البكاء فقط بل زادت من حدة بكائها.

عادت لتسأل نفس السؤال ولكن بصيغة أخرى:
- ما الخطب يا أمي لماذا تبكين بهذا الشكل؟

قالت بصوت مختنق:
- لقـ..د..توفي..والدك يا رفـ..ا ، لقد توفي زوجي!
تجمدت رفا مكانها، شعرت وكأن دلوًا من الماء البارد انسكب على رأسها، شرد ذهنها وتغيّب عن الواقع

وبدأت تسأل أسئلة داخل رأسها.."كيف حدث هذا ؟؟...لا هذا مستحيل...من سيفيضني بحنانه وعطفه الآن؟! أمي لن تفعل هذا بالتأكيد... عليّ أن أهرب سريعًا من هذا المنزل، لن أستطيع العيش لحظة واحدة هنا بعد الآن".

خرجت من أفكارها التي أخذتها لبعيد على صوت باب المنزل يُغلق فتعجبت حيث أنها لم تجد والدتها في الأنحاء فعلمت أنها خرجت؛ لتستنشق الهواء النقي بالخارج فهي دائما ما تفعل ذلك عندما يضيق صدرها.

عادت لتحدث نفسها مجدداً "أأنا يتيمة حقًا الآن؟؟...لن أستطيع العيش هنا لحظة واحدة..يجب أن أنتهز الفرصة فالطريق أمامي شاغر*( لا يشغله أحد)"

طرأت عليها فكرة مجنونة وهي أن تذهب لميساء وتقنعها أن تهربا سويًا إلى مكان بعيد عن هذه القرية التي كرهت العيش بها لعدم وجود المرافِق بها ولهذا السبب رفضت والدتها أن تسجلها في أي مدرسة فقد كانت جميع المدارس بعيدة عنها.

كانت والدة رفا تحبها كثيرًا ولكنها لم تستطع أن تعبر عن حبها فقد كانت فاقدة للحنان في صغرها هي الأخرى.

رواية «رحلة إلى الأرض السرية»"قيد التعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن