5 - ﴿دَخِيلٌ فِي فلُورِسْ﴾

314 53 54
                                    

سرت قشعريرة في جسد مروة، بدأ المكان يظلم في عينيها، للحظة ظنت أنها عَمِيَت ولكن ظنونها كانت خاطئة، وصلت إلى مسامعها جملة "سيدة مروة ماذا حدث لكِ؟" ومن بعدها لم تسمع أي شئ مطلقًا.

استيقظت على صوت سميرة بجانبها والتي كانت قلقة ولا تعلم ماذا تفعل من أجلها، بدأت مروة تستعيد وعيها تدريجيًا، سألت مروة سميرة وهي تضع يدها على جبينها تتحسسه بألم بليغ:
- ماذا حدث لي يا سيدة سميرة؟
- لقد فقدتِ وعيكِ من أثر الصدمة.

صمتت للحظات ثم سألت:
- هل تعانين من مرض مزمن يا سيدة مروة؟
- لا، والحمد للّٰه.
- إذًا كما قلت فهي من أثر الصدمة لا أكثر.

اعتدلت مروة في جلستها على الأريكة التي كانت موجودة في ركن من أركان ردهة منزل سميرة، ثم سألتها مروة عن أي أخبار تتعلق برفا وفي عينيها نظرة انكسار وكأنها تترجاها أن تخبرها بمجيئها.

فأجابتها سميرة بإحباط كان يظهر جليًا على ملامحها:
- لم يظهر لهما أي أثر حتى الآن.
- ألديكِ فكرة عن مكان وجودهما؟
- لا أعرف مكانهما ولكن راغب *(والد ميساء) خرج مع صديقه للبحث عنهما في أنحاء القرية.

قالت مروة وهي تَهمُّ بالوقوف ثم المغادرة:
- يجب علىّ المغادرة في الحال والبحث عنهما.
- لا يا سيدة مروة، أنتِ تحتاجين للراحة...لحظة واحدة سأحضر لكِ عصير برتقال.
دلفت سميرة المطبخ كي تحضر العصير لتكرم ضيفتها ولكن عندما خرجت...لم تجدها!

**

حتى تناهى إلى مسامعها صوتٌ أنثوي، كان أشبه بصوت الدندنة أو الغناء، نظرت ميساء حولها لكنها لم ترَ صاحبة الصوت، نظرت خلفها لكن لا أثر لها فعادت لتنظر أمامها لتتفاجئ بها أمامها...تبتسم لها ابتسامة مريبة، في ذلك الحين كان أقل ما يقال عن مشاعر ميساء أنها مرعوبة.

كانت ترتدي زهرة ضخمة كبقية سكان تلك المملكة الغريبة، ترتدي خفين من الحجر في قدميها، وكان الخفان سحريين حيث أنهما ملتصقان بقدميها، ولديها وسم على جبينها بنفس شكل ولون الزهرة التي ترتديها وهي زهرة الهيدرا الزرقاء.

مدت ذراعها لتصافح ميساء التي عادت للخلف من أثر خوفها فقالت لها بصوت رقيق:
- لا تخافي لن أؤذيكِ.

ثم أضافت على كلماتها:
- ما اسمكِ يا صغيرة؟ أنا لم أركِ هنا من قبل.
بدأ خوف ميساء يتلاشى تدريجيًا فأجابتها بصوت مرتعش:
- أنا مـ..يساء.

قالت الأخرى بتفكير:
- لم أسمع عن تلك الزهرة من قبل...وملابسكِ غريبة، ألم تختاركِ أي زهرة؟
- ماذا؟! أنا لا أفهم شيئًا مما تقولين! ملابسكِ هي الغريبة...كيف ترتدين...زهرة؟ وليست أي زهرة بل إنها زهرة ضخمة مناسبة لمقاسِكِ!!

ضيقت الأخرى عيناها بتعجب من أمر ميساء فقالت وهي ترفع حاجبها :
- من أنتِ؟...أأنتِ دخيلة؟
- يا آنسة أنا لا أعلم ما هذا المكان الغريب لقد كنت أسير مع صديقتي ورأينا كتابًا غريبًا وتفقدناه حتى وجدنا نفسَيْنا في هذا المكان الذي لم أرى مثله من قبل حتى في خيالي.
- وأين صديقتكِ تلك؟
- لقد سقطت من فوق هذا الجسر والغريب أنها طارت بعيدًا وتفرقنا عن بعضنا البعض.

رواية «رحلة إلى الأرض السرية»"قيد التعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن