[6] دُموع

1.3K 84 26
                                    

الجو في الخارج ممطر بشكل هادئ، لا توجد لا رياح تهب ولا أمطار تتساقط بشكل غزير، مجرد قطرات ماء لطيفة تحيي المارين بلمسات طفيفة معلنة عن أول هطول للمطر في شهر سبتمبر .

إبتسم بيكهيون وهو يشاهد القطرات تنزلق ببطء على زجاج نافذة الكافيتيريا أمام الطاولة التي جلس عليها هو وجونميون يتناولان غدائهما وهما يتبادلان ما تيسر من الأحاديث العشوائية.

" كان علي أن أجلب معي مظلة... أرجو ألاّ يزداد هطول الأمطار سوءً. " أردف بيكهيون وهو يتنهد، لا يستطيع إلتقاط البرد في هذا الوقت بالتحديد، خاصة مع إستلامه للمشروع الجديد.

"معك حق، لنمر على المتجر الأقرب للشركة ونقتني واحدة. " رد عليه الأكبر يطمئنه بوجود حلول أخرى.

.
.
.

" آه، علي الإجابة على هذه المكالمة. " فجأة أعلم بيكهيون زميله بإنه سيغادر لوهلة بعد أن ورده إتصال و الآخر أومأ بموافقة لينهي تناول طعامه بهدوء.

' ما الأمر يا ترى؟ أمي لا تتصل بي عندما أكون في الشركة خاصة و هي تعلم تواقيت عملي جيداً... '
أسرع الأقصر بخطواته نحو الدرج ليجيب بسرعة على إتصاله المثير للقلق.

" بيكهيون عزيزي... جينجر... لقد توفي اليوم. " أخبرت بيكهيون بالأخبار التي تحملها له بصوت مهتز و شهقات خفيفة تعالت من الطرف الآخر للهاتف معلنة عن بكائها.



" لا تقلق سيد كيم، فنحن نتصدر هذا المجال منذ عقدين كما تعلم، لن نخيب أملك بنا."
...
" دمت سالماً، أراك غداً في إجتماع الثالثة كما هو متفق عليه"
أنهى المدير بارك مكالمته على الهاتف مع أحد المستثمرين الجدد في مشروع الأمس الذي عمل عليه بيكهيون.

الفكرة كانت عبقرية للحد الذي جعل المستثمرين يتهافتون عليها بمجرد عرضها عليهم، ستدر على الشركة ارباحاً طائلة، هذا ما هو متأكد منه تشانيول.

حمل بعض الملفات بيده اليمنى وتوجه خارج مكتبه ناحية احدى الطوابق السفلية ليراجع محتواها مع أحد الموضفين الذي سينال حصة كافية من التوبيخ بسبب الاخطاء التي ارتبكها والتي لا ينوي المدير التنفيذي هنا التغاضي عنها.

تفاجئ الأطول حين إعتذر منه أحد العمال الذين يعملون على إصلاح المصعد حاليا مما جعله يلتف مجددا نحو الدرج الذي لا يستعمله عادة .

سمع صوت شهقات خفيف مع آنين خافت كلما إقترب للأسفل أكثر و يكاد يقسم أنه يميز تلك النبرة اللطيفة و يعلم لمن تعود دون شك.

تسارعت خطواته اكثر شيئا فشيئا إلى أن لمح هيئة حبيب قلبه الصغيرة و هو منكمش على نفسه جالسُ على السلالم ، يضم ذراعيه فوق ركبتيه اللتان يجمعهما هما الأخريات الى بعضهما تؤنس الأولى الثانية، يسمح لرأسه بالراحة فوقهما و دموعه الغالية تنهمر دون توقف.

Extra(ORDINARY) Personحيث تعيش القصص. اكتشف الآن