[15] ذاكرة مشوشة.

973 82 18
                                    

وسط تلك الغرفة الواسعة يقبع جسد البيتا تحت بطانية السرير الدافئة، شعر بأشعة الشمس على غير العادة تداعب ملامح وجهه بدفئ، شمس ديسمبر نادرة الظهور في العاصمة سيول .

رفرف جفناه ببطئ محاولاً الاستيقاظ، شعر بنغزة غريبة ناحية ذراعه ليلاحظ حين يلتفت، تلك الإبرة التي إمتد أنبوبها الرقيق إلى الأعلى أين يوجد ذاك المغذي الحيوي.

جعله ذلك يتساءل ما حدث له بين ليلة و ضحاها ليجد نفسه في وضع كهذا... 'هل أصبت بالحمى فجأة ؟ '

أزاح الإبرة عنه برفق ليتجنب الألم، لكن سرعان ما أتاه ذلك الشعور الغير محبب حين نزفت بعض الدماء من ذلك الموضع .

تجاهل كل ذلك ليتوجه باحثاً عن تشانيول، يشعر بأسف شديد كونه تسبب بكل هذه المشاكل، عازم على الرجوع لشقته و لو كانت درجة الحرارة فيها مائة تحت الصفر!

بالطبع عليه رد الجميل لتشانيول أيضا! فهو ليس بناكرٍ للجميل.

" صـ صباح الخير، تشانيول... " صوته الخافت صدح من خلف الأريكة التي يجلس عليها الأطول يتصفح على لوحته الإلكترونية بعض الأعمال، يرتدي ملابس مريحة و نظارات عصرية مواتية للموضة، مع ساقه اليمنى التي إعتلت الأخرى في وضعيةٍ ظنّ بيكهيون أنها ساحرة!

إلتفت الأطول بسرعة، يرغب في تفقد حال الأصغر بقلق.

" لقد إستيقظت!! كيف حال جسدك ؟ أنت لا تشعر بالدوار أو الغثيان أليس كذلك؟ " نطق تشانيول أسئلته اللامتناهية نحو البيتا الذي شعر ببعض الإرتباك..

" هل كانت حماي بهذا السوء ؟ أنا بخير الآن، ليس عليك القلق ! " ختم كلامه بإبتسامة، يده أحكمت القبض على خاصة الأطول التي ناشدته بقلق، يحاول التخفيف عنه.

" حمى... ؟ أنت لا تتذكر ما حدث بالأمس؟ "

" آخر ذكرى لي كانت حين غادر كيونغسوو و غفوت وأنا أشاهد التلفاز... هل يا ترى سببتُ لك المتاعب مجدداً ؟"
بيكهيون بدأ يشعر بالتوتر ... ' هل إقترفت خطأ ما ؟؟ إلاهي هل تناولت الخمر و تصرفت بثمول أمام تشانيول؟ مهلاً لحظة! هذا غير معقول فلا سبب لي كي أتناول الشراب بمفردي ؟؟'

في تلك الثواني القليلة التي إستغرقها تشانيول في جمع أفكاره و لملمة شتات نفسه يعجز عن إيجاد الطريقة المناسبة لشرح الوضع لبيكهيون، هذا الأصغر إستمر بمخاطبة ذاته داخلياً كالمجنون.

Extra(ORDINARY) Personحيث تعيش القصص. اكتشف الآن