نزل صقر الدرج ليجد والدته تنتظره في بهو القصر فاتجه اليها لينحنى و يقبل يدها بحب
= خير يا امى ف حاجة
رتبت والدته فوق صدره بمحبه وهى تقول
= خير يا حبيبى اطمن بس كنت عوزة اعرفك ان الكل مستنى برا
صقر بهدوء وملامح لاتظهر ما خلفها
=خير ومستنين ليه
والدته بارتباك
= صقر انت فاهم هما مستنين ايه
مرر صقر اصابعه في شعره ف محاولة منه لتهدئه اعصابه ليرد بعصبية
= بس يا امى
قاطعته والدته بهددوء وصبر
= صقر انت عارف عاداتنا و روح متختلفش عن اى بنت ف البلد ولا انت عاوز الكل يتكلم وتتعمل منها حكاية
هتف صقر بغضب شديد
= علشان اقطع لسان اى حد يتجراء ويجيب سيرة مرات صقر الشرقاوي بكلمة حتى ولو بينه وبين نفسه
تقدمت والدته منه تقول بعقلانية
= وانت تدى الفرصة لأي حد ليه يتكلم اسمعنى يا بنى كل البنات كده حتى سلمي مراتك حصل معاها كده رغم انها كانت مش عايشة في البلد
فمتجيش ع روح اللى اهلها كلهم من البلد وتقول لا
اخذ يفكر ف كلام امه نعم هى معها كل الحق وهو يدرى هذا وكان سيفعلها ولكن ليس الليلة فهو لم يتقبل حتى الان فكرة زواجه باخرى وايضا لم يكن سيجعل الامر مشاع للكل فقط
ليعرف امه وابيها وانتهى الامر ولكن يبدو انه وضع امام الامر الواقع ولم يعد لديه اختيار فقال لوالدته بهدوء حاول اظهاره في صوته
= حاضر يا امى بس ندلها فرصة ترتاح شوية انتى عارفة اللى حصل معاها بعد كتب الكتاب
قالت والدته خلاص يابنى اللى تشوفه
تردد صقر ليتنحنح وهو يحاول ان يظهر لامبالاته
= امى هى سلمي فين؟؟
اجابته امه
=طلعت ترتاح ف اوضتها لو عاوزها هى لسه طالعة حالا""
زفر صقر بقوة
=لااا بكرة اشوفها ع الفطار عن اذنك يا امى
تابعت امه صعوده بقلب يتالم لالمه فهى تعلم بنيرانه التى تستعير بداخله
نهضت روح بارتباك عند رؤيتها لسلمي تدخل من باب الغرفة دون ان تطرق بابها لتتقدم بثقة وغرور نحوها لتقف امامها وهى تلف خصلة من شعرها حول اصابعها لتقول باستهزاء
= ده انتى مطلعتيش سهلة خالص وعرفتى تلعبيها صح لااااا ده انا المفروض اسقفلك كمان برااافو
واخدت تصفق ببطء وهى تبتسم بسخريه و روح
تنظر اليها بدهشة لاتفهم معنى كلماتها لتتوقف سلمي فاجئة وتمسك بذراع روح وتغرز اظافرها ف لحمها لتطلق روح صرخة الم فتستمر سلمي في الضعط ع ذراعها بغل و هى تتلذذ بالامها وتقول بوحشية
=بقى انتى يا حته خدامة عاوزة تعملى راسك براسى ده انا افرمك ولا ليكى عندى ديه فاهمة يا حيوانة
شدت روح ذراعيها من بين يدها لتهتف بغضب
=اخرسى اياكى تغلطى فيه انت فاكرة نفسك مين
سلمي وغيرتها تعميها فتجعلها كما المجنونة بعيون حمراء
= مش عارفة انا مين انا ستك وتاج راسك يا حقيرة اوعى تفتكرى نفسك مرات صقر بجد انتى مش اكتر من حشرة افعصها تحت رجلى
هتفت بها روح بغضب وكبرياء وهى ترد عليها اهانتها
=لا يا هانم شكلك انتى اللى مش فاهمة انا اللى ابقى مين لتقرب وجهها منها وتقول انا زاى زيك هنا وان مكنش اكتر كمان لانى هكون ام اولاده فاهمة يا سلمي هانم
همت سلمي بالرد عليها ليقطع صوت ياغيز الغاضب العاصف =روووووح
نظرت سلمي الى روح بخبث قبل ان تلتفت الى صقر ويتعال صوت بكاءها المزيف
=شوفت يا صقر و سمعت بتقولى ايه انا يتعمل فيا كده
ثم ارتمت فوق صدره وصوت نحيبها يتعال ليرتب صقر فوق راسها يحاول تهدئتها
= بس يا سلمي اهدى
ورفع وجهه الى روح يرمقها بغضب واحتقار شديد فاخدت تهز راسها بالنفى تحاول ان تتكلم لتبرر له كلامها
= انا انا ما قلتلهاش حاجة هى ال.......
ليرفع اصبعه ليشير اليها بالصمت ويقول وهو يضغط ع اسنانه بغضب
=اخرسى خالص مش عاوز اسمعلك صوت
وانحنى لسلمي التى مازالت ع بكاءها التمثيلى
= ايه اللى جابك هنا يا سلمي رفعت وجهها اليه تنظر اليه بمسكنة وطيبة
=كنت جاية اكلمها عنك واعرفها عاداتك علشان تكون مرتاح معاها بس انت سمعت كلمتنى ازاى
مرر صقر اصابعه فوق وجنتيها يمسح دموعها بحنان
=طيب خلاص يا حبيبتى اوضتك دلوقت وبعدين نتكلم
احست روح بالخيبه والضعف وهى ترى معاملته الحنون لسلمي ورفضه حتى الاستماع
لدفاعها عن نفسها لتقوم سلمي بهز راسها بطاعة وهى تتحرك الى الخارج لتفتح الباب وتلتف تنظر الي روح بشماته وانتصار قبل خروجها
نظرت روح الى صقر لتجد ينظر اليها بغضب جنونى يكاد يفتك بها فعلمت انها اصبحت الجانية لا المجنى عليها
