دخلت روح تلقى بسلام هامس الى الموجودين ف حجرة المعيشة ندى وزوجها ادهم الذين ابتسموا اليها ببشاشة وندى تغمز اليها لتشجعها والحاجة حنان التى ما ان رأتها حتى اخدت تهمس
=ماشاء الله تبارك الله
وسلمي التى صدمت من مظهر روح لتشعر بالغيرة تنهش صدرها من مدى جمالها اما صقر فلم يستطع ابعاد عينيه عنها وهو يتاملها بعينه كما لو كان يقوم برسمها بهم لتخفض روح راسها تحاول ان تدارى خجلها تشعر بالسعادة والثقة فهى تبدو حقا رائعة ف تلك العبائة كما لو فصلت لها فلونها الاسود يناقض بياض بشرتها وينافس لون شعرها الذى هبط حتى اخر خصرها فوقه حجاب شفاف ووهج الفضى المشغول بها العبائة يضفى هالة حولها من التوهج
لاحظت روح صقر يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة كما لو كان ف حنجرته شىء يمنع عنه الهواء وتتسع عينيه بانبهار اخفضت راسها تشعر بالخجل من نظراته اليها وتذهب سريعا لتجلس بجوار الحاجة حنان التى قالت لها باعجاب
=كويس انك لبستى عباية تستقبلى بيها الضيوف بجد حلوة عليكى اووى لتتكلم سلمي تدعى البراءة تنظر الى ندى تتساءل بخبث
=ندى مش دى نفس العباية اللى كنتى اشترتيها معايا من فترة
عم الصمت ارجاء الغرفة حتى ردت ندى بارتباك
=لا يا سلمي مش هى يمكن شكلها بس مش هى
هزت سلمي راسها تتدعى الحيرة
= بس انا متاكدة انها نفسها بالظبط يمكن فعلا تشابه
القت سلمي بكلماتها تبتسم بخبث لنفسها فهى متاكدة انها هي فاستحالة ان تمتلك تلك الفلاحة مثل تلك العبائة لانها ضمنت هذا باتفاقها مع زوجة ابيها الا تشترى لها ثوب واحد جديد وقبضت ع هذا الاتفاق مبلغ محترما من المال ولن تكون سلمي ان لم تشتغل تلك المعرفة لصالحها
جلست روح ف وسط تجمع لنساء عائلة صقر تشعر بالسعادة والفرح فقد احبها الجميع و اشعروها كما لو كانت واحدة منهم فزوجات وبنات اعمام صقر تعاملوا معها بمودة وترحاب ليسود المرح تلك الجلسة الا سلمي التى كانت تتابع مايحدث يرتسم الضيق ع ملامح وجها ولكن لم يعيرها احد الاهتمام واستمرت الجلسة بصفاءها حتى تحدثت ابنة عم لصقر تقول لروح
= بس انتى ماشاء الله عليكى ادب وجمال بصراحة لما ماما كلمتنى عنك وعن جمالك مصدقتش بس اهو شوفت بنفسى
ابتسمت روح بخجل تشكرها لتتدخل اخرى ف الحديث
=روح احنا عازينك تعتبرينا اخواتك ثم نظرت الى سلمي بتشفى
_ بصراحة صقر عرف يختار المرة دى لتنهض سلمي بغضب مغادرة الغرفة لتلتفت اليها الحاجة حنان تقول بعتب =مكنش له لزوم اللى قولتيه ده يا ورد ردت ورد بحنق
= سامحينى يا مرات عمى بس انتى شايفة كل ما نيجى هنا بتكون مقابلتها لينا ازاى بصراحة روح عكسها خالص تنهدت الحاجة حنان لا تجد ماتقول فهى تعلم صحة حديثها ولكن ليس بيدها ماتفعله مع طباع سلمي
استمرت الزيارة لوقت طويل حتى قرروا الضيوف اخيرا المغادرة لتقف الحاجة حنان وجوارها زوجات ابناءها لتودعهم لتتنهد سلمي بقرف
=اووووف اخيرا مشيوا صدعونى هزت الحاجة حنان راسها باسف ولم تعلق ع حديثها ثم تلتفت الى روح
= يلا يا بنتى اطلعى اوضتك ارتاحى اليوم كان طويل عليكى وانا كمان هطلع انام يلا تصبحوا علي خير اسندتها روح لتصعد معاها الدرج وما ان همت ندى باللحاق بيهم حتى استوقفتها سلمي
=ندى كنت عاوزة اتكلم معاكى
ندى باستغراب دلوقتي ياسلمي مش ممكن الصبح
ردت سلمي وهى تاخد ها باتجاه غرفة المعيشة
=ايوه دلوقتي وبعدين انتى وراكى ايه ما ادهم سافر مع اعمامك ومش جاى غير بكرة و ادم نام من بدرى تعالى بس مش هاخرك
استسلمت ندى لالحاحها وهى تسير معها ليدخوا الغرفة لتترك سلمي بابها مفتوح وتجلس جوار ندى تبدء حوارها
=شوفى يا ندى انا متاكدة ان العباية اللى لبستها روح النهاردة دى بتاعتك بس اللى مش قادرة افهمه انتى ليه انكرتى ده ندى بضيق
=يوووه يا سلمي انا مش فاهمة ايه سر اهتمامك بالموضوع ده
سلمي تهز كتفيها تتدعى عدم مبالاتها ابدا
= ولا اهتمام ولاحاجة بس حبيت افهم لترد عليها ندي بملل
=ياستى الموضوع ببساطة ان روح معندهاش عبايات تستقبل بيهم الضيوف فانا عرضت عليها دى كهدية وقفت سلمي تنظر باتجاه الباب تقول بخبث
=اه يعنى العباية فعلا بتاعتك ندى بصوت عالى تحاول ان تنهى النقاش بهذا الموضوع
=ايوه ياستى يعنى كنتى عوزاتني اعمل ايه ف موقف زاى ده وبعدين ياسلمي اهى عباية وبكرة اجيب غيرها مش موضوع يعنى
سلميوهى تضحك بسعادة
= لا فعلا عندك حق وعموما انتى اتصرفتى كويس
نهضت ندى تقول بتعب
= طيب اقوم انا اصل خلاص مش قادرة من التعب ولا ف كلام عندك تانى
سارة تبتسم بخبث لا خلاص اللى كنت عوزاه حصل يلا تصبحى ع خير
خرجت ندى من الغرفة غير واعية لتلك التى اخذت ابتسامتها ف الاتساع تقف تخطط كيف تستغل ماحدث ففى اثناء حديثها مع ندى لاحظت وقوف صقر خارج الغرفة ف نهاية حديثهم وهى لن تفوت تلك الفرصه ابداااا
