chapter 14 استراتيجية اخرى للنجاة

396 35 3
                                    


" ابي! انظر .. انها تبتعد...!! "

" انها تطير بعيدا !! "

صرخت صاحبة الثلاث سنوات ما ان لمحت الحمام يبتعد و يتفرق ، فيطير في السماء بعيدا و بعيدا

كانت الطفلة على وشك البكاء هناك و فعليا ، فقد كانت على وشك إطعام الحمام الأبيض الذي يخطو بحذر فوق أرضية تلك القاعة عديمة السقف

لكنه هرب خوفا من ركضها السريع بالرغم من ان حجمها كان لا يضاهي تلك الحمامات العملاقة شيئا

اسرعت بعبوس بريئ تلون فوق شفتيها و خديها لترتمي في حضن والدها الذي كان يحاول بقدر المستطاع كتم ضحكته على ذلك الموقف العفوي لابنته الصغيرة المدللة

الصغيرة ثبتت يديها القصيرتين حول عنقه لتقول بحزن شديد دمر ابتسامتها الجميلة و اللطيفة التي لم تفارقها ابدا مذ اتى بها والدها الى هذه الملاهي رفقة امها ليكون اول يوم بعد شهرين كاملين تقضي فيه تلك العائلة الصغيرة وقتا عائليا لطيفا و عاديا

دائما ما يتم إهمال تلك الطفلة الصغيرة من جميع النواحي و من قبل الجميع ، يعتقدون و يأمنون بداخلهم الفضيع انها مجرد طفلة لن تهتم لو كانت برفقة احدهم او لا او لو سمعت كلاما معينا او لا
او لو ابتسمت او لا ..

لكن والدها كان يحبها كثيرا ، و والدتها ايضا..

" ابي .. لماذا تهرب مني الحمامات دائما؟ هل تكرهني؟ "

الرجل عدل فستان ابنته الأزرق ليبتسم ببعض من الضعف لها
لما كان على تلك الجملة البسيطة ان تشعره بالذنب الى هذه الدرجة؟ لماذا يجب عليها ان تحمل معنى أعمق من ما قصدته الصغيرة التي لم تعش من حياتها سوى ثلاث سنوات

او ربما كانت تعنيه بالفعل ، و لكنها لم تقصد..

" عزيزتي جيني ، لا أحد يمكن له ان يهرب او ان يفكر بالابتعاد عن شخص جميل مثلك .. "

" اذا لماذا هي ترحل! "

" انها فقط.. ، انها تحتاج للتحليق بعيدا حتى تلتقي بأصدقائها في السماء .. انتي تملكين اصدقائا ، و هي كذلك .. "

اومأت الصغيرة مقتنعة بما يقوله ابوها و حافظة له في الصميم ، مجرد طفلة ، بالطبع ستصدق كل كلمة يقوله ابواها

كانت ثوان و سرعان ما اعادت الطفلة النطق

" ابي.."

" نعم حلوتي.."

" انا لا أملك اصدقائا كالحمامات .. "

𝐟𝐫𝐞𝐞𝐝𝐨𝐦 𝐨𝐫𝐜𝐡𝐢𝐝 [chaennie]+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن