chapter 1 القماشة البنية

1.6K 61 22
                                    

يوم نرجسي غريب ، ينذر بالمطر و نزول الثلج الغزير ، محفوف بسحب رمادية زينت السماء بمنظر ساحق للمشاعر الحساسة

سماء من الوهلة الاولى قد تعتقد انها مزيج من غبار نتن و غمامة فوق قلب اسود ، لكنها مجرد لوحة تشكيلية بطابع حزين و اقرب الى السفه المبالغ به

يبدو لا مفر من مطر غزير هذا اليوم ، تبا كم احسد عاشقي الامطار و زخاتها

هناك سيول المدينة التي ترسى فيها سفن القلوب و المشاعر ، و هناك جيني التي تتقدم حاملة بضعة من الاكياس البيضاء بيديها العاريتين من القفازات

كانت تكرس كل طاقتها في محاولة جر هذه الاغراض نحو البيت ، و الذي غدا اقرب الآن

كانت تدندن لحن اغنية كانت قد سمعتها عند احد الشبان المشاكسين امام المقهى العام ، بدا و كأن احدا قد شغلها و نسيها

جيني لم تر يوما مغيما كهذا من قبل ، بل لم تشعر قط بشعور غريب مماثل لهذا ابدا ، بدا الامر و كأنهما مناسبان فعليا ، عنيت سواد السماء و الشعور الغريب

لم تعر ايا من هذا و ذاك اهتماما على الاطلاق ، على اية حال توجب عليها العودة الى المنزل بسرعة قبل انطلاق انهمار الامطار و نزول الفرو الابيض (الثلج)

كانت خطواتها ثابتة حد اللعنة ، و كذا نظراتها ، عموما حاولت تعديل تلك القطعة القماشية الملفوفة حول عنقها و فمها ، و بما انها تحمل كلا الكيسين الثقيلين بكلتا يداها

انتهى المطاف بتلك القماشة البنية طائرة في الهواء ، محلقة الى جانب البنايات الضخمة ، و قد انفردت من كلا جانبيها

لم يسع جيني الا الاسراع و اللحاق بها ، بئسا انها المفضلة لها ، انها بقايا عائلتها ، بقايا ذكرى غبية و سافلة و بقايا امل اضحت تدرك انه بالكاد يعود لها ...

بسرعة حاولت الركض و تجاهل ثقل الكيسين ، كانت تتابع حركة القماشة البنية بعينان سوداوتان كثيرا ، اخطأ البعض و اعتقد ان احدا ما انتهك خصوصية الليل و سرق سواده ليصبه في عين هته الشابة

ابتعدت القماشة كثيرا ، و بات صعبا على جيني تتبعها ، لذا واصلت الركض بدموع ساخنة ملأت وجنتها المحمرة

ماذا الآن ؟ اخذ كل شيئ منها ، كل شيئ حرفيا ما مطمع الرياح بقماشة شبه مهترئة بحق السماء المقدسة ؟

ابتسمت جيني ما ان هدأت حركة الرياح ليتأرجح الوشاح بخفة بسبب طغيان الصوف عليه مسببا خفته ، جيني مسحت دموعها بكف معطفها الثقيل

𝐟𝐫𝐞𝐞𝐝𝐨𝐦 𝐨𝐫𝐜𝐡𝐢𝐝 [chaennie]+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن