١- الرجل البرونزي

1.9K 58 190
                                    



بدايات شهر مايو ...حيث يميل الجو للحراره الخانقة على وسط مدينة الرياض ...

تبدأ الوظائف الحكومية العمل في هذا الوقت من الشهر بعد اجازة عيد الفطر ...بينما يستمتع طلاب الجامعات الحكومية بأجازاتهم المطوله ...يستمتع اغلب الطلاب عدا تلك الطالبة التي كانت تقف اسفل الشمس العموديه التي تقسم رأسها امام احد المحلات التجاريه

تعلق الاكياس الثقيلة على رسغيها النحيلين ويستقر الهاتف بطريقة اعجازيه ما بين كتفها واذنها ...في مكالمة هاتفية مع خالتها الوحيده تمتمت هي بصوت منخفض كفايه لكيلا تجذب انظار المنتظرين والفارغين حولها على حافة الطريق ...

" لن يستسلم بمجرد حضر رقمه على اية حال لقد توقعت ذلك "

ردت خالتها ب استنكار واضح " هل قام ب ارسال اي شيء لك مؤخراً ؟ "

همهمت هي بملل بينما تعدل حجابها فوق شعرها المتعرق " اجل للتو فقط يعبر عن استيائه وشوقه ...وحرقته لرؤيتي "

بدت نبره الخالة اكثر فزعاً من المعتاد عندما نطقت " هل تمزحين معي ؟ قام بأرسال ذلك وانتي في الخارج بمفردك ؟ "

ارمشت هي ونطقت " ماذا ؟ لن يجروء على فعل شيء لي لا داعي للقلق "

شخرت خالتها لتنطق " عذراً ولكن من اين تستمدين كل هذه الثقه فتاتي الصغيره ؟ "

تأففت بينما تنزل بعض احمالها على الارض في انتظار سائقها ليأتي ويقلها للمنزل " جميع العابثون عبر الهاتف جبناء للمواجهة في الواقع "

تنهدت خالتها بقلق ونطقت " لا يجب عليك الثقه بهذا كثيراً ...انت لا تستطعين الجزم ما اذا كان مختلاً يقسم على خطفك او ما شابه "

زمت هي شفتيها وتململت في وقفتها ونطقت " اوه...لن يستطيع ذلك انني لست كيس ارز على جوار متجر شعبي ليتمكن من خطفي بسهولة "

خرجت همهمه ضاحكه من ثغر خالتها وهي تنطق " اوه انني اعرف جيداً ان وزنك لا يفرق كثيراً عن اصغر كيس ارز متواجد في المتجر "

قلبت هي عينيها ونطقت " حسناً خمني ممن اكتسبت هذه الجينات يا ترى ؟ "

رنين ضحكة خالتها الصاخبه في اذنها جعل ابتسامه صغيره تمتد على ثغرها غافله تماماً عن عينان تراقبها من احد المتواجدين امام المتجر ...

نطقت خالتها في اخر شهقات ضحكتها " على اية حال عودي للمنزل حالاً ...وتوقفي عن الخروج بمفردك اعلم ان اختي ليست من محبات الخروج وان والدك مشغول دائماً ولكن السائق في خدمتك لا داعي لتعريض نفسك للخطر واقلاقي "

Gangster حيث تعيش القصص. اكتشف الآن