اقتباس

133 4 0
                                    

«مِن والىٰ»
_اقتبـــاس.
















عبثت الظنون بمخيلته وتلاعبت بإعتقداته فأخطأ بها.
خطىٰ اعتابها بكل ثِقه؛ فرأي ظهر أحدهم يعبث في احد الادراج.

تقدم منه بثباتٍ حتى أصبح لا يفصل بينهم سوى خطوتين وقال بنبره شبه ناعسه:

ـ "لو سمحت يا حضرة الظابط الصوت مزعج جدًا دا مش وقت تحقيقات ولله، امال ربنا خلق النهار لي بس؟"

تثبت ذاك الشخص كالصنم الساكن عندما سمع صوت الآخر يخاطبه ولما طال سكوته عاد "هادي" يتمتم بكلماته منبهًا إياه مره اخرى:
ـ "انا بكلمك يا عم لفلي حتى."

كان طلبًا غبيًا وقد أدرك مدى حماقته عندما بدأ ذلك الشخص يتحرك ببطئ لينظر له بالفعل وعندها جلت له كل ملامحه وظهرت أمامه بوضوحٍ جحظت عيناه بصدمه وتمنى لو أنه لم يطلب مثل ذلك الطلب ابدًا.

لقد كان السفاح!!
قاتل السيده!!
كان "حسن" طويل القامه وقوي البنيه، شعره اسود داكن وكان يملك ندبه عميقه تبدأ من أسفل عينيه اليمنى حتى شفته العلويه، وقد بدى أنه في منتصف عقده الثالث.
شعر "هادي" بالخطر يحاوطه وكاد أن يطلق صيحه عاليه لكن فِعل الآخر كان اسرع عندما قبض على عنقه بذراعه ورفع عليه خنجر كان يخفيه بين قبضته وهمس عند ازنه بفحيحٍ مرعب:
ـ "اي نفس رقبتك هتقع عند رجلك."

ارتجف جسد "هادي" وقال بنبره متقطعه:
ـ "لـ. لا مـ مش هفتح بوقي بس بالله عليك ما تقتلني."
ـ "اي السبب اللي يخليني اسيبك حي!"

أطرق لحظه يفكر ولما لم يجد اجابه مقنعه نطق نطق بصوتٍ شبه باكي:
ـ "طيب، ايوا أنا طيب وجدع ولله وابن ناس رغم اني معرفش حد من الناس اللي انا ابنهم دول بس انا محترم ولله ومش هقول لحد اني شوفتك."

سكت المجرم قليلًا يفكر في الأمر بينه بين نفسه وخلال ذلك سمعا صوتًا يأتي من الخارج فإستغل "هادي" انشغاله بالأمر وسحب الخنجر عن عنقه بسرعه هائله في جرائه لم يعهدها على نفسه واصاب القاتل في كتفه الايسر وهم بالهروب لكنه كان الابطأ لإن الآخر تدارك الأمر بسرعه فائقه وامسك بالخنجر يشق قدم "هادي" مما جعل الآخر يتعثر ويهبض مصطدمًا رأسه بالجدار وقبل أن يغفو فاقدًا للوعي شعر بتدفق العديد من الذكريات بشكلٍ مؤلم داخل رأسه مثل السهام تخترقها تباعًا دون هواده، وتشوش بالغ في الرؤيه امامه، كما شعر أيضا بأنه يُسحب داخل بؤره عميقه سوداء فسُحِب ولم يشعر بشئٍ بعد ذلك.

بعد مرور ساعه تقريبًا أو كما اعتقد هو أن كل ما مر كان ساعه، فتح عيناه شاعرًا بألم بالغ في رأسه وحاول أن يجلس نصف جلسه ففعل، نظر للمكان حوله سرعان ما تذكر كل ما حدث ف نطق بفزع وهو يمد يده نحو ساقه المصاب:
ـ "رجلي!!"

توقفت حركة يداه عن السير للأمام بعدما لاحظ خشونة نبرته وتغيرها بشكلٍ مُلاحظ ثم والاكثر كارثه أن جرح ساقه لم يعد موجود كأنه لم يصاب من الأصل.

نهض من مكانه وهو يشعر أنه اطول قامه بكثير من ذي قبل لكنه فسر كل تلك الغرائِب أن رأسه ليس بخير اثر اصطدامها العنيف وان كل تلك تخيلات وقبل أن يخرج من المكان لمح الخنجر فمال يحمله معه ويخرج نحو شقته.

بعدما عاد إلى منزله رمىٰ الخنجر على الطاوله المُجاوره وراح يجلس أمام شاشة التليفزيون، لكنه لاحظ شيئًا غاية في الغرابة، رأى شخصًا غيره ينظر نحوه خلال القطعه السوداء في الشاشه؛ انكمش جسده في رعبٍ عندما رأى شكل ذلك القاتل وهنا قد أدرك شيئًا كارثيًا نبره مختلفه وشفاء جرح غائر مثل ما أصابه في ساعاتٍ قليله وطول قامه واخيرًا هذا المجرم يطالعه من خلال الشاشه نهض مُسرعًا نحو المرآه ولما رآى انعكاسه بالكامل وتلك الندبه التي تميزه من أسفل عينيه حتى شفته العلويه كاد يموت لفرط الصدمه؛ فأخذ يتحسس وجهه بزهولٍ بالغ ويردد بجنون:

ـ لا لا لا مبقتش كدا لا لــا لــــا.

عاد وعيه لكنه لم يعد هو!

يتبع..

مساء الخير عليكم يا حلويات رجعت اخيرًا وزي ما قولتلكوا الروايا مش رومانسيه فيها تفه ممكن، لكن هي فنتازيا إلى حدٍ ما بتميل للكوميديا بصوا شوية عبث هتمهموه لما نكمل.
بتمنى الاقتباس يكون عجبكم ويكون حمسكم للي جاي أن شاء الله.
"مواعيد الفصول هنزلها مع اول فصل"🫶🫶

من والىٰWhere stories live. Discover now