"قبل النهايه"

16 0 0
                                    

7....

"السبت"
"قبل النهايه"
_ من والىٰ"





قبل النهايه!
وانت على وشك الوقوع في بئرٍ عميق ومظلم، متشبث بحفنه ضئيله من الامل تستند إلى بعض الأشخاص، وما عساك سوى الانظار .. انتظار مصيرك وانت بين فكرين قاتلين .. اما أن ينتشلك أحدهم قبل أن تصتدم بصلابة الأرض،
أو تصتدم!
وما ابشع شعور الهزيمه على قلبٍ كان يحتويه ذلك الامل الضئيل.


بعد أن تركاه صديقيه جلس داخل أحد الاروقه رفقة الفتاه وبعيدًا عن الأنظار .. كان الصمت يحتل جلستهم ولاحظ هادي مرات عديده أن الفتاه تريد قول شيئًا لكنها تتراجع عن فعل ذلك فنطق هو يحثها على قول ما تريد ولكي ينهي هذا الصمت ايضًا:

ـ "عايزه تقولي حاجه؟؟"
اندفعت فور انتهاء جملته تقول ما لديها:
ـ "انا جعانه."
ـ "اممم وانا كمان."
ـ "انا مش بقولك كدا عشان تقولي وانت كمان."
ـ "عارف وانا بقولك كدا عشان تفهمي ان مش معايا فلوس، بس اكيد في طريقه ناكل بيها اكيد."

اعتدلت في جلستها ولوحت بيديها مستفهمه:
ـ "انت ازاي مش معاك فلوس عمتوا دايمًا بتقول انك حرامي ومعاك فلوس كتير."

طالعها بزهولٍ وردد:
ـ "فعلًا!!"

اومأت برأسها في برائه ليتمتم الآخر بضيق مشوب بالتهكم:
ـ "حسبي الله ونعم الوكيل في عمتك وابوكي."

ـ "بتقول اي؟؟"
ـ "مبقولش متشغليش بالك."

سحبت نفس عميق وكتفت يديها تقول بإستياء:
ـ "طيب برضه انا عايزه آكل."

رفع خصلاته للخلف قائلًا:
ـ "لا حول ولا قوه الا بالله، تعرفي يا حبيبتي انا قبل يوم الاتنين حياتي كانت غير كدا خالص كنت باكل لما اجوع وكنت بنام في سريري لما بنعس .. تعرفي انا مكنتش كدا اصلًا كنت واحد تاني اه ولله."

توقع منها أن تعلق بأي قول إلا أنه وجدها تتطالعه بخليط من التعجب والحيره فسألها عما اصابها قائلًا:
ـ "مالك!!"
ـ "انت قولتلي حبيبتي، واو اول مره اسمعها منك."

ابتسم لكنه كان غاضب جدًا من والدها ومشفق أكثر على حالها.
رسخت قسوة ابيها في قلبها ومزقته اشلاء،
عاشت بين العنف والجفاء، عانت ولم تجد ما تستطب به من دواء.
وكان الحامي لها هو من اضرها  مُجردها من دفئه فباتت شريده في سقيع الحياة.

ولم يكن بوسعه شئ ليفعله سوى أنه يعانقعا مره اخرى وما هو الحنان الا عناق، وهي كانت متلهفه ويبدو أنها أحبت الأمر والشعور بالراحة بين ذراعيه.

من والىٰWhere stories live. Discover now