"هذا هادي وذاك سفاح"

10 2 0
                                    

«صباح الثلاثاء»
"هذا هادي وذاك سفاح"
_ من والىٰ_




**********************************






بزغ النهار ولم تزر عيناه النوم أو يستريح صدغه فوق وساده، يدور فقط روحه وجيئه يكاد عقله المسكين أن يتوقف شعر وكأن فيه خيوط عديده اشتبكت معا في ربطه معقده، متوثب منذ ليلة امس حتى حالفه الإرهاق الشديد واشتد عليه التعب فاستسلم جالسا فوق الاريكه.

لايزال غير مصدق ويتمتم بجنونٍ غير مُدرك للأمر:
ـ "ازاي طيب .. هي حاجه من الاتنين يا اما الخبطه آثرت على دماغي جامد أو يا اما أنا نايم اصلًا من امبارح ودا حلم، مينفعش يكون دا واقع انا اكيد اتجننت."

قضم جانب كفه بقوه كي يتأكد من وجوده في عالم الأحياء؛ فإنكمشت ملامحه بألمٍ واردف:
ـ "بتوجع، بتوجع يعني مبحلمش ويعني عايش .. ينهار اسود يا هادي روحت في داهيه يا هادي."

ألقى نظره سريعه نحو قطته التي لم تكف عن إصدار الأصوات العدوانيه منذ أن رأته بتلك الهيئه ثم رفع هاتفه الذي دق للمره العاشره من رقم "ناصر" صديقه بالطبع يتسائلون الان عن سبب غيابه اليوم من دراسته هو الذي لم يفوت يومًا منذ أن وطأت قدماه تلك الجامعه.
رأى أنهم ربما يكونوا حبل نجاه وقرر أن يسمع ما لديهم ثم يخبرهم بما حدث دُفقةً واحده، رفع الهاتف وانصت لما قيل من "ناصر":
ـ "انتَ فين يا عم ومبتردش على تليفونك لي انا و"ايـاد" خلصنا الرصيد عليك واياد قالبها مناحه عشان الكارت بتاعه خلص بسببك، اتفضل قوم افتح الباب احنا قدام العماره."

جحظت عيناه بصدمةٍ، ثم انهى المكالمه مُردفًا بإرتباكٍ:
ـ "ينهار اسود."

لم يسمح له بنطق المزيد عندما تناهى إلى مسامعه جرس الباب، انتفض في توجس وباتت جوانحه تتحرك بعشوائيه بالغه ويتلفت حوله كما اللص أو القاتل الهارب، أو لما "كما" أنه بالفعل الان قاتل.

سار مسرعًا نحو الباب يسمع كلمات اصدقائه الساخطه بسبب تأخره، وبعدما استدعاء القليل من الهدوء تذكر أنهم لايزالون المهرب الوحيد من ما تورط فيه من شيء ليس عقلانيًا بالمره.
وعلى ذكر تلك الورطه التفت حيث ترك الخنجر ليلة امس ولدهشته لم يجده، لقد كان يقبع مكانه بالتحديد قاروره زجاجيه بداخلها حبر ازرق وتعلوها ريشه بيضاء متوسطة الحجم.
عديد من الاسئله فقزت إلى عقله وشعر بضيق شديد يعتريه فهناك امر ما غامض يدور وهو لا يدرك ماهيته.

من والىٰWhere stories live. Discover now