الفَصلُ الأَول : لَيلُ إلتِقاءُنا

352 26 26
                                    

_____

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____

قَريةٌ صغيرةٌ بِمَدينة لا يَعلم عن وجودها الكَثير ، حتى حكومة البَلدة جَاهِلة عن وجود شعب بِها.

سَئِمَ البَعض من عدم مُلاحظتِهم و أبتهجَ البَعض الأخر لِحصولَهم علىٰ كامل الحُرية لِفعل ما يُريدون دون عِقاب و قوانين تُعيقَهُم.

و لذلك أنقسمَ الشَعب لِقسمينِ و القِسم الأكبَر كان للمُتملك مِنهُم الغَضب و الشعور بِالضياع و النسيان.

و سُمىٰ السَعيد الراضي عن حالهِ دون الإشتكاء بِالخائن و الذي يَبحث عن الثأر و القتل و الدِماء بالمواطِن الحَقيقي.

هكذا عُكِسَت الأدوار في هذا المُجتمع السَطحي الجَاهل و هكذا نضجَ الجيل الجَديد يَبحث عن الصِراعات و مُتعطش للخطيئة ظنًا مِنهُ أن هذا هو العَمل الصَحيح.

و بينَ تِلكَ المُشاجرات عديمة الفائِدة وُجِدَت عائِلة كَبيرة تَدعم الخَير و تَعيش بِسلام مُكتفيه بِحُبَهُم لِبعضهم.

هُم قد فَهِموا العالم بالطريقة الصَحيحة و لم يَنصاعوا خلف شهواتِهم و شرور الدُنيا الفانية.

حَلَ ليلٌ طَويل بيومٍ لَم تَسطُع فيه الشمس بِطريقةٍ لائِقَه لهيبتِها و وقارِها ، و قد كان أجمل ليلٌ مَر علىّٰ كِلاهُما.

كان يَسير هُنا و يَقف هُناك بحثًا عن طريق عودتَهُ كونَهُ ضَل طريقَهُ ، و قُدِرَ لَهُ بأن يراها تَفترش فوق العُشب تتآمل نَضارَة البَدر بِملامح راضية تمامًا عن اللوحَة الفَنية الطَبيعية المَرسومة بإتقان أعلاها.

تَحمحم عدة مرات بِتوتر مِن الشروع في مُحادثة بِرفقتها ، و هى تجاهلت حمحمتَهُ ظنًا منها بأنَهُ أحد أقربائِها التي لا تستلطفَهُم.

لَم يَجد نفعًا من الأمر فَجلس بِجانبها تاركًا عِدة إنشات و حينها فقط استطاع سَرِقَة أنتباهِها ، كانت تَضمُ رجلَيها معًا و تَحتويهُم بِذراعيها ناظرةً للسماء ، لكنها اشاحت نظرها لَهُ مُعطياه أهتمامِها.

و الأخر عَجز لسانهِ عَن النُطق ، بالبداية كان بسبب التوتر ثُم تحول الأمر لِشرود مُفاجئ ، لَم يَشعُر بنفسهِ و هو يُقلد جلستِها و لَم يُلاحظ لِكم مِن الوقت ظلا يُناظران أعيُن بَعضهِما كمَن تلاقا بَعد فُراق دام لِقرون.

عيناه كَجُندي عاد مُنتصرًا مِن حرب دامت لأعوام و خاصتِها كانت الحَبيبة التي عانَقت مَعشوقها بِفخرٍ و أشتياق.

شعور فريد غمَرهُما في تِلك الليلة وكأنهُما عادا للحياة بَعد موتٍ طَويل ، وكأن الوقت عاد بِهما لِزمَن يجهلانهِ حيثُ هُما فَقط و ثالِثهُما الغرام.

« عُذرًا على وقاحة سؤالي ، هل نَحنُ ألتقينا قبلًا؟ »

خرجَت الحروف من بين ثَغرِها كَالموسيقى تَجذِب الجالِس بِعالمٍ أخر بِرفقتها.

أبتهجَت لأبتسامتهِ البَسيطة و التي فاقَت السماء جمالًا بِتلك الأمسية ، لَم يَعُد لديها أي مُشكلة الأن في ترك البَدر و تآمُل أبتسامتهِ بدلًا مِنهُ.

« لا يَهُم إن حَدث مُسبقًا ، نَحنُ الأن معًا »

تلألأت عيناه كـبحارًا عثرَ علىٰ مدينتَه بعدما كان غارقًا بِأكبر مُحيط ، و أقرع قلبِها طبولَهُ يُهنئَهُ علىٰ وصولَه لوجهتَهُ الصَحيحة.

كُل شيء سار بِشكلٍ رائع حتى وصلَ شابٌ ما و تعرَف على الفتى بِجانبها ، أتضحَ انَهُ أحد اصدقائهِ و كان يَبحث عَنهُ.

و الأخر نسىٰ أنَهُ كان تائِهًا ،
بل في الواقع هو قد وصلَ لِمنزَلهُ مُنذ رؤيتَها
لكن صَديقَهُ لَم يَدري شيئًا.

غادر تاركًا الأُخرى جالِسة كما كانت و لَم تتزعزع انشًا واحدًا ، أعادت نظرها للبَدر لتستفيق شيئًا فشيئًا و هى تسترجع أحداث الفَترة السابِقة.

ما هذه الحماقة التي حَلت عليها؟
شخصٌ لا تَعرِفَهُ ولا تفقه شيئًا عنهُ و تَركت لَهُ كُل تِلك المساحة بوقتٍ لا يُحتسب من قلتهِ؟

لابُد و أن تِلك أثار الهلوسة و كُل هذا من مَحض خيالِها.

هذا ما أعتقَدتَهُ هى.

Faded In My Last Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن