توسعت أعين ياسة بصدمة من حديثه، ليتحدث قائلاً بنبرة مُنفعلة:
-" اتهبلت في مخك يا إلياس! مش كفاية الكلام اللي سمعناه من الشيخ حلي! أنا قولت إن الكلام دة هيعقلك ويخليك تشيل الفكرة دي من دماغك خالص".
نفى إلياس برأسه على الفور وهو يقول بحزمٍ وتحدي:
-" بالعكس يا ياسة، كلام الشيخ حلي خلاني عايز اروح للجزيرة اكتر، كل الاسئلة دي حلها في الجزيرة، الستات والبنات اللي بيتنفوا في الجبل بيختفوا يروحوا فين؟ واشمعنى الستات والبنات.. وفين إبار! كل دة لازم نعرف إجاباته إيه".
لوح نيار برأسه مُتسائلاً بنبرة أظهرت عدم إهتمامه بكل ذلك:
-" هنستفاد إيه لما نعرف يا إلياس، إحنا كدة أتأكدنا إن الجزيرة ملعونة".
أشار إلياس برأسه نحو الصندوق الذي يمسكه نيار بيده قائلاً بنبرة مُتلهفة:
-" الصندوق اللي معاك يا نيار، أكيد في حاجة مهمة".
عقد نيار حاجبيه بعدم فهم من مقصده، ليُجيب قائلاً بنبرة هادئة:
-" اكيد، لكن نعرف كيف.. الصندوق مقفول ولازمله مفتاح، ومش هينفع نفتحه".
ضيق إلياس جفنيه ليقول بنبرة خبيثة:
-" شكلك نسيت إن أبو ياسة حداد".
توسعت أعينهم جميعهم بصدمة، أكثرهم نيار الذي تحدث قائلاً بنبرة مصدومة:
-" أنت بتقول إيه يا إلياس؟ إحنا مينفعش نفتح الصندوق دة.. دي أمانة".
أقترب منه إلياس قليلاً مُحاولاً إقناعه أثناء قوله:
-" لو فضلنا نعتبرها أمانة بتتورث من شيخ لشيخ، يبقى هيتفتح امتى واللغز دة هيتحل يا نيار؟ الصندوق دة لازم يتفتح ويظهر إللي جواه.. الشيخ حلي مكنش عنده الشجاعة يفتحه، لكن إحنا لازم نفتحه، لازم نعرف إيه إللي بيحصل في الجزيرة وإيه حله علشان الكفر يرجع زي زمان".
تنهد نيار بعمق وهو ينظر للفراغ من أمامه بتفكير، لتقترب منهم اليسيا قائلة بنبرة صارمة:
-" رجلي على رجلكم في كل خطوة هتاخدوها بعد كدة.. وإلا أنتوا عارفين".
قالت أخر كلماتها بخُبث وتهديد التقطوه على الفور، ليلوح ياسة برأسه بنفاد صبر منها، كذلك إلياس الذي إبتسم لها ببرود، ليرضى بأمره.
_________________________
بالمساء، كانت الشباب تجلس معاً، حتى صعدت إليهم اليسيا وهي تمسك بيديها صينية بها اكواب الشاي، حتى تساءل إلياس بجدية يقول:
-" هتفتح الصندوق كيف يا ياسة؟".
ارتشف ياسة من كوب الشاي وسط نظرات اليسيا له وهي تنتظر منه قول رأيه به، ولكن بدلاً من ذلك أجاب على حديث إلياس قائلاً بنبرة واثقة:
أنت تقرأ
كفر دُرغام.
Aventuraهُنا بكفر دُرغام، يوجد قوانين صارمة، منها عدم الخروج نهائياً من الكفر، فكُل من حاول، كان يلقى مصير بشع .. الرجال والشُبان يشنقُون ويعلقُون على بوابة الكفر، أما النساء والفتيات يلقون بهم في الجبل ويختفون للأبد، لم يعارض أهل البلدة ما يحدث، حتي كبروا...