كان كلاً من إلياس ونيار وبنان يقفون أمام ذلك الحائط وهم يتطلعون إليه بتفكير، ليتنهد إلياس وهو يوجه نظره إليهم قائلاً بنبرة هادئة:
-" جهزتوا نفسكم؟".
أومأت بنان برأسها بحماس، ليلوح نيار برأسه نحو تلك الرجال، حتى لاحظ إلياس نظراته، ليرفع حاجبيه وهو يقول بنبرة واثقة:
-" مش بيكونوا موجودين الفجر يا نيار ما إحنا اتأكدنا".
أومأ له نيار برأسه وهو مازال يشعر بالقلق، لتتحدث بنان وهي على وشك الذهاب قائلة:
-" أنا هروح أشوف اليسيا علشان اتطمن عليها، وأنتوا شوفوا ياسة مختفي فين، نتقابل بليل".
أومأوا لها برؤوسهم لتذهب من أمامهم، حتى ذهب كلاً من نيار وإلياس أيضاً، حتى تساءل إلياس قائلاً بنبرة مُتعجبة:
-" هو ياسة ماله اليومين دول؟".
تنهد نيار بعمق بعدما تذكر، ليلوح برأسه بعدم معرفة وهو يقول:
-" مش عارف.. حاله مش عاجبني ووالدته بتقولي إنه علطول نايم، مش بيخرج غير بليل ويرجع وش الصبح".
نظر له إلياس قليلاً وهو يُفكر بحديثه، ليتحدث قائلاً بنبرة قلقة:
-" ربنا يستر، وميكنش رجع للي كان بيعمله".
___________________
وصل كلاً منهم إلى منزل ياسة بعد مرور دقائق، ليولجون إلى غرفته بعدما فتحت لهم والدته الباب، حتى وجدوه نائماً بعرض الفراش كحالته دوماً مُعانقاً الوسادة، ليذهب نيار بتلقائية نحو قارورة المياة، حتى قام بأخذها ليسكبها عليه كما فعل من قبل، سُرعان ما انتفض ياسة من الفراش وهو يأخذ أنفاسه، لينتبه إليهم سريعاً، حتى تحدث قائلاً بنبرة غاضبة:
-" إيه الطريقة الغبية دي يا نيار!".
أقترب إلياس ليقف بجانب نيار قائلاً بجدية:
-" أنت مش هتصحى لو عملنا إيه".
رمقهم ياسة بغضب، ليعتدل عن الفراش، حتى أقترب منه إلياس مُتسائلاً بنبرة مُتعجبة من حالته تلك:
-" مالك يا ياسة؟ بقالك يومين مش بتيجي تقعد معانا ليه، حتى مسألتش على اليسيا من أخر مرة جيتلنا البيت".
نهض ياسة عن الفراش وهو يتأهب للذهاب من أمامهم قائلاً بعدم إهتمام:
-" عادي، كنت تعبان".
انتبه نيار إلى شيئاً ما بعدما مر ياسة من جانبه، ليسحبه نيار من ذراعه قبل أن يذهب، حتى تساءل بجدية لا تقبل مزاح:
-" إيه الريحة دي يا ياسة؟".
نظر له ياسة قليلاً بتوتر، ليسحب ذراعه وهو يحاول الذهاب من أمامه قائلاً:
أنت تقرأ
كفر دُرغام.
Pertualanganهُنا بكفر دُرغام، يوجد قوانين صارمة، منها عدم الخروج نهائياً من الكفر، فكُل من حاول، كان يلقى مصير بشع .. الرجال والشُبان يشنقُون ويعلقُون على بوابة الكفر، أما النساء والفتيات يلقون بهم في الجبل ويختفون للأبد، لم يعارض أهل البلدة ما يحدث، حتي كبروا...