الفصل التاسع

332 35 0
                                    

بطريقهم الطويل نحو الجزيرة، والذي قد كانوا على علم به بالفعل، ولكنهم لم يعلموا بأنه سوف يكون بذلك الطول الذي يجعلهم يسيرون نحو يومٍ كامل بوجهة مُستقيمة لا يعلمون نهايتها، حتى مر عليهم عِدة ساعات حاولوا مراراً تحمل السير بها علهم يصلون إلى وجهتهم، ولكن كعادة ذلك اليوم الذي لا ينتهي، ظلوا يسيرون بطريقٍ خالي من أي شيء؛ قرروا الجلوس على تلك الرمال الباردة أثر إعتدال الجو ليلاً، لينعموا ببعض النوم والراحة التي تجعلهم يستكملون طريقهم باليوم التالي.

مرت ساعات قد حظوا فيها بالقليل من الراحة بالفعل، ليتقلب ياسة وهو يفتح جفنيه بوهن، لتلمح عينيه شيئاً يقف من أمامه، سُرعان ما انتفض في جلسته يصرخ بهم أن ينهضوا، حتى انتفضوا هم أيضاً على صوته، وقبل استيعابهم أي شيء، وجدوا أمامهم ثلاثة ذئاب تقف من أمامهم تطالعهم ساكنة.

-" محدش يتحرك، خليكم ثابتين زي ما انتوا كدة".

خرج ذلك الصوت من فم نيار الذي كان ينطقها ببطء، ليستمعوا جميعهم إلى حديثه بطاعة جعلتهم غير قادرين على التحرك كما قال، عدا ذلك الذي ركض بقوة، جعلهم يركضون من خلفه بقوة أكبر.












بعد مرور دقائق، كان ثلاثتهم يذهبون نحو وجهة ركضه، وسط بُكاء بنان بخوف، ليتحدث إلياس قائلاً بنبرة أظهرت نفاد صبره أثر توتره وخوفه مما قد يحدث إليه:

-" يا بنان أهدي، إحنا بقالنا شوية ماشيين في نفس الطريق ومظهرش دم أو أي حاجة".

نفت برأسها وهي تبكي قائلة بنبرة محشرجة:

-" الذئاب كلت ياسة".

نظر لها إلياس قليلاً بخوف أثر تخيله لما تقوله، ليبتلع ريقه وهو يقول بنبرة حاول إقناع نفسه بها قبل إقناعها هي:

-" لأ.. لا إن شاء الله هيكون عرف يهرب منهم، زي ما قولت مفيش أي أثر لأي حاجة، يعني إحتمال يكون قدر يهرب منهم".

نظرت له بنان لتتحدث من بين بكاءها قائلة:

-" هنلاقيه فين احنا كدة ضيعنا طريقنا للجزيرة".

تحدث في تلك اللحظة نيار الذي كان يشعر بالتوتر والخوف على صديقه، وزاد الأمر سوءً أثر دموعها وحديثها الذي جعله يشعر بنفاد صبره وهو يقول بنبرة حادة:

-" المهم دلوقتي نلاقي ياسة مش طريق الجزيرة!".

نظرت له بنان وهي تبكي، ليزفر نيار بقوة وهو يستغفر ربه، حتى استكملوا طريقهم الذي قاموا بتغييره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان والد إلياس يقف بعطارته، لينتبه إلى الشيخ حلي الذي ولج إلى العِطارة ليقول بنبرة ودودة:

كفر دُرغام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن