كفر دُرغام.

الفصل الرابع

مساء ذلك اليوم الذي دب الرعب بقلوب جميع أهل الكفر أثر ما حدث به صباحاً، إجتمعت الشباب بسطح منزل إلياس كعادتهم، وسط نظراتهم الغاضبة على ما يحدث، والحزينة على ذلك الشاب الذي تلقى ذنبه بطريقة غير عادلة، والغير راضية تماماً عن قوانين هلال الظالمة والتي لا يمكن لأي أحد أبداً أن يقف أمامها، تحدث إلياس قائلاً بنبرة تملك منها الغضب أثر ضعفهم وعدم مقدرتهم على فعل أي شيء:

-" لحد امتى هنفضل نستحمل الظلم دة!".

تنهد ياسة بعمق، ليُجيب قائلاً بنبرة هادئة للغاية:

-" ما باليد حيلة يا إلياس، دي قوانين هلال ولازم تتنفذ".

لوح نيار برأسه بعدما وجه نظره إليه قائلاً بنبرة مُنفعلة:

-" دة قتل يا ياسة، بيقتل روح بني آدم بدم بارد ومسميها قوانين! لكن هيروح من ربه فين".

كان إلياس يقف من أمامهم وهو يضع يده على رأسه، ليلوح برأسه وهو مازال يُفكر بذلك الشيء الذي اتعب تفكيره قائلاً بجدية:

-" أنا اللي هيجنني، أشمعنى الرجالة يتعلقوا على بوابة الكفر، والستات والبنات يتنفوا للجزيرة؟".

امتعضت معالم وجه ياسة بعدم رضا وغضب مما حدث بعدما تذكره، ليتحدث قائلاً بنبرة غاضبة أظهرت غيظه:

-"كان بقالنا سنتين عايشين في راحة ومفيش حد لا أتشنق ولا أتنفى، سعفان عمل إيه لدة كله".

وجه إلياس نظره إليهم في تلك اللحظة بعدما جاء على باله شيئاً ما، ليقترب منهم سريعاً يجلس من أمامهم وهو يقول بنبرة مُترقبة:

-" أنتوا فاكرين وإحنا صغيرين لما كنا نروح الكُتاب للشيخ حلي؟ وكان يقولنا إن الكفر مكنش كدة؟".

عقد ياسة حاجبيه ليتساءل بعدم فهم:

-" مكنش كدة كيف؟".

تنهد نيار ليشرح له مقصد إلياس من حديثه قائلاً بنبرة هادئة:

-" يعني مكنش فيه الظلم اللي إحنا عايشين فيه دلوقتي، كان دايماً يكلمنا على إن الكفر زمان كان بيحكمه العادلين من عيلة الطحان، ومكنش في بوابة للكفر واي حد يقدر يخرج براه، لكن دلوقتي كل دة اتغير".

لوى ياسة شفتيه بعدم معرفة، ليوجه إلياس نظره إلى كلاً منهم، سُرعان ما تحدث قائلاً بنبرة صارمة:

-" بكرة الصبح هنروح للشيخ حلي نفهم منه إيه اللي جرا للكفر".

___________________

كانت اليسيا تجلس على الأريكة تنظر إلى والدتها التي كانت تجلس على الأرض تفعل بعض الاشياء، لتتحدث اليسيا قائلة بنبرة غاضبة:

-" كيف يعني الحاجة أمينة تعمل لبنتها حنة انهاردة، هي مش واخدة بالها إن الكفر كله متعكنن من ساعة اللي حصل".