_"انظري إليها!"، صرخت إحدى الفتيات
فضحكت الفتيات، لكنها إستجمعت قواها لتقف على رجليها، وتلتقط كتبها من على الأرض... استقامت امامهما
_"ابتعدا عني و إلا..."
_ "و إلا ماذا يا قذرة؟ هل ظننت أنك ستفلتين بفعلتك تلك! من غيرك سيخبر المدير عن سرنا! لقد حسبناك صديقتنا! لكنك مجرد حتالة! منافقة! تظن نفسها ناضجة!"
_ " لقد فعلت الصواب! ما فعلتماه لم يكن أمراً يستهان به! كما أن المدير عرف بذلك قبل أن اخبره!"
فتنهدت الفتاة ورفعت يدها عاليا! كادت تصفعها، إلا انها تمالكت نفسها فقالت
_ صداقتنا تنتهي هنا يا نيما... فلنرحل.
ما أن رحلتا، نظرت من حولها فوجدت الفتيات في الحمام ينظرن اليها مستغربات... فأردفت واحدة منهن ...
_ أختاه هل أنت من أخبر المدير بذلك؟
تجاهلت السؤال كعادتها و غادرت إلى البيت....
********************
_ أمي لقد عدت!
_ نيما! لا تخلعي حذائك فلتحضري لي بعد البصل! لقد نفد...
_ لا أملك أية فكة الآن يا والدتي!
-أنا قادمة!
ما أن خطت والدتها نحو باب المنزل ... بلع لسانها.
_ ما... ماذا حدث لك يا نيما!
تنورتها كانت ممزقة، و قميصها الأبيض ملطخ بدماء قد سالت من أنفها أثناء تعرضها للضرب، شعرها المندلس فوضويا!
_ لا تسأليني يا أماه!
بدون شعور بدأت الفتاة بالبكاء، فارتمت في حضن والدتها.
لم تعلم السيدة نام شاريونغ ما العمل... غير أن تصطحب ابنتها الى المتحف، فهي لن تخبرها بما حدث! و لن تأكل، او تشرب، او تنام.
إلى أن تزور المتحف.
و في الآونة الأخيرة كانت نيما تعاني من عدة مشاكل مع اصدقائها اثناء الدراسة.
هي طالبة متفوقة، مما جعل زملائها غيورين... خصوصاً بعدما قامت صديقتيها الوحيدتين بسرقة و تدمير حاسوب احدى زميلتهن.
***************************في المتحف
تتصفح كتب التاريخ، و تقرأ العناوين المكتوبة على اللوائح بجانب الأشياء القديمة المهترئة تلك....
خطت بضع خطوات، نحو جناح العصر الحجري، ما أن لمحته توقف قلبها عن النبض.
تراجعت بسرعة، و اختبأت وراء الحائط.
كان شابا طويلا القامة، عريض الكتفين، ذو شعر طويل، و ذراع موشومة...كان غارقا في التحديق بمجسم لرجل بالعصر الحجري...
_ هراء!
اردف الشاب مستهزئاً بما يراه أمامه!...
انحنى نحو نحو الزجاج الفاصل بينه و بين المجسم ... فرأى انعكاس نيما تحدق به...استدار نحوها بسرعة...
_ هل من أحد هناك؟
_ كوكي!!
ناداه رجل، يرتدي بذلة حارس متحف...
_ أخبروني أنك كنت تبحث عني! هل كل شيء بخير؟
_ يا رجل! أعد إلي مفاتحي!
_ أوه! ذلك المفتاح! هل يخصك! آسف لم أعلم أنه ملكك!
_ أعطيني إياه!
ما أن أمسك بالمفاتيح، استدار مجدداً نحو نيما، و طلب من
الحارس الصمت..._ماذا هناك!
_ أظن أن أحداً ما يراقبنا!
_ قد يكون مجسماً مسكون! (بسخرية)
_ كفاك! ... بحقك! لقد رأيت انعكاسه على الزجاج قبل دقيقة!
تقدم نحوها بحذر، فاستسلمت نيما و أظهرت نفسها!...
_ لم أقصد إخافتكما!
_إخافتنا؟
_ لقد كنت أحظى ببعض الوقت لمفردي! و لم أقصد التجسس عليكما!.... آسفة
_ لا عليك! لا تتأسفي! لقد ظننتكِ شخصاً أعرفه...
فإبتسم، و تبادلا النظرات، و بدى الوقت و كأنه توقف... و نبظات قلب نيما صارت أعلى! كما أن الحارس إستغرب من صمتهما الشديد و نظراتهما لبعضهما الغريبة و المثيرة للشكوك!
فسأل الشاب:
_ أنا جونغكوك! ما إسمك؟
_نيما!فأومأ مبتسما، و تمشى نحو المخرج الخلفي للمتحف. لكن قبل مغادرته! توقف و إستدار نحوها مبتسما...
_ تشرفت بمعرفتك! نيما...
أنزلت الفتاة رأسها نحو الأرض، فأحمر وجهها خجلاً...
قال الحارس:
_ هل أنت تائهة؟
فغادرت نيما المكان بسرعة و غرابة، لمحت والدتها تحدث أمرأة ما أمام لوحة تشكيلية، فأمسكت بيدها قائلة:
_لنغادر المكان!_ماذا بك! نيما؟؟
_ أمي! أريد الذهاب للبيت الآن!
YOU ARE READING
الشاب من المتحف
Romanceقصة تتحدث عن طالبة، تعاني من الوحدة، ترى شاباً وسيماً في المتحف، ستحاول جاهدةً التقرب منه، بالرغم من أنه لا يزور المتاحف كثيراُ... شاب منغلق، غريب و غامض.