الفصل الأول: إبتسامته

636 2 0
                                    

_"انظري إليها!"، صرخت إحدى الفتيات

فضحكت الفتيات، لكنها إستجمعت قواها لتقف على رجليها، وتلتقط كتبها من على الأرض... استقامت امامهما

_"ابتعدا عني و إلا..."

_ "و إلا ماذا يا قذرة؟ هل ظننت أنك ستفلتين بفعلتك تلك! من غيرك سيخبر المدير عن سرنا! لقد حسبناك صديقتنا! لكنك مجرد حتالة! منافقة! تظن نفسها ناضجة!"

_ " لقد فعلت الصواب! ما فعلتماه لم يكن أمراً يستهان به! كما أن المدير عرف بذلك قبل أن اخبره!"

فتنهدت الفتاة ورفعت يدها عاليا! كادت تصفعها، إلا انها تمالكت نفسها فقالت

_ صداقتنا تنتهي هنا يا نيما... فلنرحل.

ما أن رحلتا، نظرت من حولها فوجدت الفتيات في الحمام ينظرن اليها مستغربات... فأردفت واحدة منهن ...

_ أختاه هل أنت من أخبر المدير بذلك؟

تجاهلت السؤال كعادتها و غادرت إلى البيت....

********************

_ أمي لقد عدت!

_ نيما! لا تخلعي حذائك فلتحضري لي بعد البصل! لقد نفد...

_ لا أملك أية فكة الآن يا والدتي!

-أنا قادمة!

ما أن خطت والدتها نحو باب المنزل ... بلع لسانها.

_ ما... ماذا حدث لك يا نيما!

تنورتها كانت ممزقة، و قميصها الأبيض ملطخ بدماء قد سالت من أنفها أثناء تعرضها للضرب، شعرها المندلس فوضويا!

_ لا تسأليني يا أماه!

بدون شعور بدأت الفتاة بالبكاء، فارتمت في حضن والدتها.

لم تعلم السيدة نام شاريونغ ما العمل... غير أن تصطحب ابنتها الى المتحف، فهي لن تخبرها بما حدث! و لن تأكل، او تشرب، او تنام.

إلى أن تزور المتحف.

و في الآونة الأخيرة كانت نيما تعاني من عدة مشاكل مع اصدقائها اثناء الدراسة.

هي طالبة متفوقة، مما جعل زملائها غيورين... خصوصاً بعدما قامت صديقتيها الوحيدتين بسرقة و تدمير حاسوب احدى زميلتهن.
***************************

في المتحف

تتصفح كتب التاريخ، و تقرأ العناوين المكتوبة على اللوائح بجانب الأشياء القديمة المهترئة تلك....

خطت بضع خطوات، نحو جناح العصر الحجري، ما أن لمحته توقف قلبها عن النبض.
تراجعت بسرعة، و اختبأت وراء الحائط.
كان شابا طويلا القامة، عريض الكتفين، ذو شعر طويل، و ذراع موشومة...

كان غارقا في التحديق بمجسم لرجل بالعصر الحجري...

_ هراء!

اردف الشاب مستهزئاً بما يراه أمامه!...
انحنى نحو نحو الزجاج الفاصل بينه و بين المجسم ... فرأى انعكاس نيما تحدق به...

استدار نحوها بسرعة...

_ هل من أحد هناك؟

_ كوكي!!

ناداه رجل، يرتدي بذلة حارس متحف...

_ أخبروني أنك كنت تبحث عني! هل كل شيء بخير؟

_ يا رجل! أعد إلي مفاتحي!

_ أوه! ذلك المفتاح! هل يخصك! آسف لم أعلم أنه ملكك!

_ أعطيني إياه!

ما أن أمسك بالمفاتيح، استدار مجدداً نحو نيما، و طلب من
الحارس الصمت...

_ماذا هناك!

_ أظن أن أحداً ما يراقبنا!

_ قد يكون مجسماً مسكون! (بسخرية)

_ كفاك! ... بحقك! لقد رأيت انعكاسه على الزجاج قبل دقيقة!

تقدم نحوها بحذر، فاستسلمت نيما و أظهرت نفسها!...

_ لم أقصد إخافتكما!

_إخافتنا؟

_ لقد كنت أحظى ببعض الوقت لمفردي! و لم أقصد التجسس عليكما!.... آسفة

_ لا عليك! لا تتأسفي! لقد ظننتكِ شخصاً أعرفه...

فإبتسم، و تبادلا النظرات، و بدى الوقت و كأنه توقف... و نبظات قلب نيما صارت أعلى! كما أن الحارس إستغرب من صمتهما الشديد و نظراتهما لبعضهما الغريبة و المثيرة للشكوك!

فسأل الشاب:

_ أنا جونغكوك! ما إسمك؟
_نيما!

فأومأ مبتسما، و تمشى نحو المخرج الخلفي للمتحف. لكن قبل مغادرته! توقف و إستدار نحوها مبتسما...

_ تشرفت بمعرفتك! نيما...

أنزلت الفتاة رأسها نحو الأرض، فأحمر وجهها خجلاً...

قال الحارس:

_ هل أنت تائهة؟

فغادرت نيما المكان بسرعة و غرابة، لمحت والدتها تحدث أمرأة ما أمام لوحة تشكيلية، فأمسكت بيدها قائلة:
_لنغادر المكان!

_ماذا بك! نيما؟؟

_ أمي! أريد الذهاب للبيت الآن!

الشاب من المتحفWhere stories live. Discover now