"الفصل التاسع و الستون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________"ها قد عودت لكِ من جديد؛ فاحتويني بين عناقٍ بين ذراعيكِ و لا تتركيني وحيد"
_________________________في حدود ذراعيك وجدتُ مدائن طمأنينة قلبي، عثرتُ عليكَ في الظلام فكنتُ النور لِي و أنرت عتمة دَربي، أتيتَ جابرًا لي و كأنك الانتصار الأعظم في حربي، الأمان وجدته فقط في كَنَفِكَ، و كنتَ خير السَكنْ لـقلبي، فيك وجدت النجاة و الراحة من تَعبي"
لم يكن مجرد التقاء بعد الفراق، كان عناقًا بمثابة عودة الروح من جديد للأجساد، عناقٌ يشبه عودة الأسير المحرر لوطنه، أو عودة الطفل الضائع لأمه، و كأنما فرحةٌ تُشبه فرحة التائه بعلمه هوية الطريق، أو كمثل نزول المطر على زهورٍ يافعة فعانق عبيرها رحيق الزهور، أو مثل المنتصر في حربٍ و حصل على كل سباياها، كان العناق مثل عِناق الخائف حينما وجد ملجأه الوحيد، فاندس بين جدرانه و هنا الجدران كانت ذراعي الأخر.
وقفوا جميعًا يطالعون ذلك المشهد الذي تجسد أمامهما و أشبه بفيلمًا في السينما، بينما هما ظلا كما هما و هي فقط تشهق بقوةٍ من كثرة البكاء، حتى انزلها هو و لازالت عينيها كما هي تطالع قسمات وجهه بشوقٍ فاض من مقلتيها له، بينما هو رفع كفه يمسح دموعها وهو يسألها بصوته الرخيم:
"بتعيطي ليه ؟؟ كل دا و مش مصدقة أني جيت؟! أعمل إيه تاني طيب؟!"
ردت عليه هي بصوتٍ باكٍ:
"احلف إنك موجود و إن دا مش من خيالي أنا"ابتسم هو بيأسٍ لكنه قرر مجاراتها و قال بهدوء:
"و الله العظيم و رب الكعبة أنا هنا بجد، و حضن المطارات دا كان حقيقي، أنا أهو موجود معاكي يا خديجة"احتضنته هي تلك المرة و هي تضحك بملء شدقيها و كأنها تُجبر نفسها على تصديق رؤيته، فيما حرك هو عيناه يعتذر من الواقفين بنظراته، ثم حرك ذراعيه يضمها إليه و فمه تحرك نحو مقدمة رأسها يقبله، ثم مال على أذنها و هو يقول بنبرةٍ هامسة:
"الحمد لله أني شوفتهم كلهم قبلك علشان كنت متأكد إنك هتعملي كدا"رفعت رأسها و هي تقول باصرارٍ اختلط بالبكاء:
"مش مشكلة بس أنتَ وحشتني و هما كلهم عارفين كدا، متمشيش بقى لو سمحت"ابتسم لها بقلة حيلة و هو يقول:
"حاضر، مش همشي و الله"ابتسمت هي بسعادةٍ بالغة مُقررةً التماس الصدق في حديثه، بينما هو غمز لـ «وليد» الذي اقترب منه يقول بمرحٍ:
"أبو نسب الغالي، و عم عيالي"
ابتعد عنها «ياسين» ثم احتضنه و هو يقول ممتنًا:
"شكرًا علشان كل حاجة، من أول سفري لحد دلوقتي، شكرًا إنك مخيبتش ظني و كنت قد الأمانة"
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"