"الفصل الثاني و التسعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________"قلبي يحدثني بأنك مُتلفي"
_مقتبس
_________________________"لا خَيرَ بَعدكِ في الحيَاةِ وَإنّمَا أَبكي مَخافةَ أن تطولَ حيَاتي."
- الإمَام عليّ لفاطِمَة بعدَ وَفاتِها.
نظرة عينيه قارنها العتاب و هو يرمقها بغير تصديق مُغلف بالاستنكار، فتجاهلت هي نظرته تلك ثم وجهت حديثها للأخرىٰ و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"تعالي يا طنط حنان اتفضلي"دلفت "حنان" بخطواتٍ متمهلة تخشى الاقتراب و خاصةً أمام جمود نظراته المصوبة نحوها، و لكن ما أصاب قلبها في مقتل هو تمسكه بابنه و كأنه يخشى عليه من اقترابها نحوه، تنفست بعمقٍ ثم وقفت أمام "هدير" تسألها بصوتٍ مهتز:
"ازيك يا هدير ؟! الحمد لله على سلامتك و ربنا يجعله ذرية صالحة ليكم إن شاء الله"
ردت عليها "هدير" بثباتٍ يغلفه الود على الرغم من كونها مُرغمة على ذلك:
"الله يسلمك، اتفضلي اقعدي واقفة ليه ؟!"تحدث في تلك اللحظة "محمود" يقول بنبرةٍ هادئة موجهًا الحديث لمن معه بالغرفة:
"طب يلا بقى علشان نسيبهم شوية مع بعض، عن اذنكم"خرج هو و من معه و أخرهم كانت "مشيرة" التي رمقت "حنان" بغيظٍ مكتومٍ ثم قالت بلهجةٍ ثابتة:
"نورتي بس اتمنى إنك متطوليش هنا، البت والدة قيصري و جرحها مفتوح، واخدة بالك ؟!"حركت "حنان" رأسها بتفهمٍ حتى فرغت الغرفة من الجميع عدا ثلاثتهم و الصغير على ذراعي "حسن" أقتربت منه تسأله بلهفةٍ:
"ازيك يا حسن، وحشتني أوي، ألف مبروك يا حبيبي، يتربى في عزك و خيرك"ابتسم بسخريةٍ و قال متهكمًا:
"عزي و خيري ؟؟ آه ما أنا عارف، عزي و خيري اللي أنتِ مستكتراه عليا يا حنان ؟! أنتِ جيتي ليه"قبل أن تنطق هي و ترد على سؤاله، جاوبت "هدير" بدلًا عنها بقولها:
"أنا يا حسن اللي قولتلها، أنا اللي كلمتها و طلبت إنها تيجي تشوف ابن أخوها، و هي كانت خايفة منك و قالتلي إنها هتيجي مرة تانية تكون أنتَ مش موجود فيها"طالع "هدير" بنفس الجمود فقالت هي بنبرةٍ هادئة تحاول التأثير عليه:
"قبل ما تبصلي كدا افتكر اننا مش ملايكة، و بعدين ربنا كرمنا و زورنا بيته و رجعنا ناس تانية من هناك، إزاي و احنا قاطعين صلة الرحم ؟! أنتَ عارف دي جزاتها إيه يا حسن ؟! انتم مهما حصل بينكم أخوات و لحم و دم واحد، و أنا حلمت بماما نادية عاوزاني اصالحكم، علشان "علي" حتى لما يكبر يلاقي عمة"زفر "حسن" بقوةٍ و ظهر التخبط في نظراته و غلفت الحيرة عيناه فيما قالت "حنان" بأسفٍ:
"أنا هشوفه بس مرة واحدة و أوعدك مش هتشوفني تاني، بس عاوزة أشوفه و خلاص"
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Roman d'amourظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"