حيلة

14 2 0
                                    


و ما أجملهُ من صباحٍ أشرقت فيهِ الشمسُ من سماء عينيك لتنير قلبي..........
خرجت تولين من المنزل و جلست في الحديقة تنتظرُ آدم الذي ذهبَ لإيصال والدتها بعد أن أمضت عندها يومين حتى تحسن حالُها، عاد آدم ، نزل من السيارة (كيف حالكِ اليوم؟).
-بخير أريدُ أن أطلبَ منكَ طلباً إن أمكن.
-لا ليس بإمكانكِ أن تطلبي ، بإمكانكِ أن تأمري.
-عندما يأتي أكرم أخبرهُ أنني ذهبتُ مرتين للطبيبة ، و أنني أخبرتك بأنني حامل.
-لماذا!!!! هل ستستجدين عطفه؟؟؟؟؟.
-لهذه الدرجة تراني بلهاء  كي أفعل هذا ، تحدثت ساخرة ثم دخلت للمنزل.
أخذت تلون وجهها بمكياجٍ بطريقةٍ أظهرت نفسها كأنها كانت تبكي ومنهارةُ الأعصاب ،ما إن جاء أكرم حتى توجهَ نحوها و حدقتا عينيه متسعتين فرحاً (حبيبتي مباركٌ لنا هل حقاً ما سمعتُه؟؟).
-عن ماذا تتحدث، أجابت بصوتٍ حزين.
صُدِمَ عندما رأى وجهها (ما بكِ؟ ألستِ حامل ؟؟؟؟؟، هل حدثَ شيءٌ للجنين).
(سأُخبرُكَ بكلِ شيء لكن لا تغضب أرجوك فبداخلي حزنٌ يكفيني)، أخذَ ينظرُ منصتاً دون أن يرمشَ بعينيهِ حتى (لقد كنتُ حاملاً لكن زعجني إهمالك و تجاهلكَ فقررت التخلصَ من الجنين ، و عندما أجهضتهُ أخبرتني الطبيبة أنه قد حصلَ معي مُشكلاتٌ ليست في الحسبان و لن أتمكنَ من الإنجابِ بعد الآن ).
اقترب منها و أمسكها من شعرها وهو ينفثُ غضبهُ كالنار المشتعلة ( من أذنَ لكِ بفعلِ هذا أيتها  الوضيعة؟؟).
-أترك شعري ، أتركني أيها الوغد ، تهملني طوال الوقتِ و تريدُ طفلاً . أخذت تصرخُ محاولةً إبعاده وهي تضربهُ بيديها .
دفعتهُ بقوة لمرات متتالية بينما ثبتها على الأرض و انهال عليها بالصفعات(أسكنتكِ بمنزلِ لن تسكني بمثلهِ في حياتك ، رفعتُ قدركِ السفيه أنتِ ووالدكِ الأبله) .
و بعد أن فرغَ غضبه ( إن كنتِ تريدين الطلاق عليكِ التخلي عن جميعِ حقوقكِ ، هل فهمتِ ؟؟؟ ، و لا تحاولي تحصيل شيء مني فلدي رجالٌ يستطيعون سلب والدكِ منزله).
خرج كالأعمى من المنزلِ يكادُ يتخبطُ بالجُدران ، نظرَ إلى آدم الذي يجلسُ أمام غُرفتهِ ( لم تعد تلزمني كسائق ، كلمني في وقتٍ آخر لأعطيك أجرك ).
ركب سيارتهُ و ذهبَ بها .
(تُرى ما الذي حدث ؟؟؟ ، لماذا كلمني هكذا؟).
طُرِقَ بابُ المنزلِ بينما كانت تولين تغسلُ وجهها الذي تصبّغ بضرباتِ أكرم ، فتحت لهُ ( ما بكِ ماذا حدث؟؟ ، هل ضربك!!!!)سألَ ملهوفاً.
ارتمت بينَ ذراعيهِ و عانقتهُ عناقاً حميماً وهي تبكي فشدها إليهِ حتى كاد يحطمُ أضلعها( لقد اشتقتُ لك يا حبيبي).
دغدغت هذه الكلمات قلبهُ (و أنا أيضاً لكن هل ضربكِ؟؟؟ ماذا حدث؟؟؟).
-لا يهمُ ما حدث المهم أننا سننفصل ، هل سيعودُ كل شيءٍ كما كان؟؟.
-بالطبع سنكملُ أحلامنا من حيثُ توقفت .
انفصلت تولين عن أكرم ، توظفَ آدم في شركة يمان و هياَ منزلَ عائلتهِ على أكملِ وجهةٍ لا استقبال الفتاة التي تربعت على عرشِ قلبهِ منذُ زمن.
*****

الزيف "بدل مفقود"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن