هل اعتقدت حقا أني لن استطيع من دونك الاستمرار
كيف تخيلتَ أن فراقك سيقطع كل الطرق!!!!..لا يا سيدي إنه فقط قام بتبديلها
بطرق أقوى تسير خطواتي عليها ثابتة.
تمضي الأيام بلا عودةٍ أو تكرار حان موعدُ زفاف تولين ، تركت غُرفتها الصغيرة ، و ودعت تفاصيلها البسيطة ، لم تستطع أن تترُكَ هدايا آدم عزَّ عليها فراقهم وضعت في حقائبها تلك الدمية الحمراء المجسمات التذكارية و زجاجات العطر الفارغة ، أما صورهُ فلم تسخى بأن تتلفهم تركتهُم داخلَّ سحابِ الوسادةِ الخاصةِ بسريرها .
حلَّ المساءُ أطلت كحوريةٍ من الجنةِ بثوبها الأبيض و زينتها التي زادتها بهاءً ، أقيمَ حفلُ الزفافِ في المنزلِ الأنيقِ الذي هيأهُ ليُسكنها فيه ، لم يكن عدد الضيوفِ كبير ، أطلت امرأةٌ على مشارفِ الثلاثين لتباركَ للعروسين .
همست تولين ( من هذه؟؟ ).
-إنها زوجتي الأولى .
-ما كان عليكَ دعوتُها .
دمّعت عيني و الدتها ، أخذت تطبعُ القُبلات على وجهها قبلَ انتهاء الحفلة (مباركٌ لكِ يا ابنتي بالبنات و البنين إنشاء الله).
ثم خاطبت أكرم (إنها أمانةٌ في رقبتكَ ، هذه ابنتي الوحيدة ليسَ لي سواها ).
*****
تؤرجحُنا السنينُ فوقَ أيامها ، تدنو من أرواحنا لتتلاعب بها بمزاجيتها ، تستهلكُ منها ما يكفيها لتثبتَ جبروتها ... تسرقُ بضعاً منها و تخبئهُ في قبوِ ذاك القطار الذي تجبرُ به أحبتنا على الرحيل ، تنفينا عن أنفُسنا عاماً بعد عام فلو لم تُشعرنا بالغربةِ حتى عن أنفسنا لما شعرنا بمرورها و وقع خطاها عندما ترحل تزيدُ في عدادِ انتصارها نقطةً و في عداد أعمارنا عاماً يخفي في ثناياه القرون أحياناً.
لم يترُك آدم مركزاً للسبايا في القريةِ الموجودِ فيها و القُرى المجاورة الخاضعة لسيطرة التنظيم إلا و بحثَ فيهِ عن ليلى ، في أثناءِ عودتهِ بالسيارةِ التي قد سلموه إياها سابقاً لمحَ رجلاً بينَ الأشجار يتحدثُ على الهاتف النقال .
نزلَ من سيارتهِ بهدوء و رفعَ بندقيتهُ على الرجل ( ألا تعلمُ أن استعمالَ الهاتفِ ممنوع).
-أرجوكَ لا تقتلني يا سيدي.
-أعطني إياه و سأصفحُ عنك.
أخذهُ منهُ و عاد للمنزل ، قابلتهُ ندى ( هل علمتَ شيئاً عنها ؟؟ ).
-ليسَ لها أيُ أثر .
-قلتُ لكَ لقد أخذوها إلى العراق .
-سأذهبُ إليها عندما يرسلون عدداً منا إلى هُناك.
- يا آدم إنهُ جنون ، حتى لو بحثتَ عنها في كلِ المراكزِ هناك غالباً لن تجدها ، ستكونُ في منزلِ أحدِ الرجالِ التابعين للتنظيم .
- يا إلهي لقد ابتلعت الحربُ شقيقتي الوحيدة .
أنت تقرأ
الزيف "بدل مفقود"
Romanceأعلمُ أن قلبي مثقوب وأن في صدري شرخٌ واسع ، لذا حبي لكِ أكبر من أن يكون ضمنَ حدود مساحةٍ مغلقة ، أعلمُ أيضاً أنكِ لا تُحبينني... أحببتكِ بروحٍ مبتورة ، بطفولةٍ لم أعِشُها ، بعينينِ أذاب بؤبؤهما لهيبُ الدمعُ سابقاً فقلبتُهما إلى الجهةِ الأخرى لأرى ال...