الفصل الأول

312 33 1
                                    

رواية المومياء : الفصل الأول

في إحدى مدن مصر والمسماة بالجيزة كانت بثينة ووالدتها تسيران عبر السوق الشعبية وتنظران للأغراض التي تعرض للبيع...الأم من أشد المهتمين بالآثار والحضارات القديمة لأنها عالمة آثار أما بثينة فلم يكن يهمها أي شيء لأنها أتت معها غصبا لأجل أن لا تبقى في البيت في هذه العطلة المملة
-الأم(بحماس) :أوووه انظري لكمية الأغراض العريقة هنا! سأموت من الحماس
-بثينة(ببرود) :خردة...أريد الذهاب للمنتجع فبشرتي جفت من شدة الحرارة
-الأم:سآخذك للمنتجع بعد أن أجري بحثي
-بثينة(ببرود) :نحن هنا منذ ثلاث أيام ولم تجري بحثك بعد!
-الأم:ربما لأن أحدهم يتذمر طوال الوقت ويسبب لي المشاكل ويبكي كالأطفال حين أتركه وحده في الفندق
-بثينة:كيف تتركينني وحدي في مكان لا أعرفه ولم أسافر إليه من قبل؟!
-الأم:ها قد أحضرتك معي
-بثينة(ببرود) :وياليتكِ لم تفعلي
-الأم:إن أحضرتكِ تقولين لماذا وإن لم أحضركِ أيضا تقولين لماذا
-بثينة(ببرود) :كلها غلطتك...ليتني بقيت في الجزائر
-الأم:تشه...آخر مرة بإذن الله

سارتا عبر السوق وكانت الأم تنظر للأغراض بسعادة بالغة بينما تلتقط الصور هنا وهناك...استمر الحال هكذا إلى أن وصلتا للأهرامات المصرية
-الأم(بحماس) :الأهرامات! لا بد أنني أحلم! أنا الآن أقف أمام الأهرامات بشحمها ولحمها!
-بثينة(ببرود) :تقصدين حجارتها وإسمنتها؟
-الأم:لم يكن لديهم إسمنت حين بنوها
-بثينة(ببرود) :لا أهتم حتى لو بنوها بعصارة الصنوبر...استمتعي...سأنتظرك هنا
-الأم:يجب أن تدخلي وتري شكلها
-بثينة(ببرود) :حجارة وإسمنت...ما الذي قد يختلف؟
-الأم(بحماس) :سنرى...خوفو...خفرع...منكاورع...أنا قادمة

تأفأفت بثينة وهي تراقب أمها المجنونة تركض نحو الأهرامات وحينما وصلتا للمدخل التقطت الأم الكثير من الصور
-الأم(بحماس) :هل تعلمين أن الأهرامات مليئة بالمجوهرات الثمينة والذهب؟ حيث أن المصريين كانوا يحنطون موتاهم مع الغنائم ظنا منهم أنهم سيستيقظون في الحياة الأخرى ومعهم كل ذلك؟
-بثينة:حقا!
-الأم:قد تكونين محظوظة في الحصول على بعض منها وتصيرين ثرية
-بثينة(بحماس) :إذًا ماذا ننتظر؟ تعالي

شدت والدتها من ذراعها ثم أخذتها لتدخلا معا إحدى الأهرامات...كان هناك زوار غيرهم يتجولون بالداخل لذلك كانت الأوضاع طبيعية

تجولتا في الأرجاء وبالفعل لم تجدا سوى الصخور والنقوش على الجدران والرسومات
-بثينة(ببرود) :هل خدعتني لكي أدخل معك إلى هنا؟
-الأم:حسنا لقد كشفتِني...ما قلته صحيح ولكن من الواضح أن الناس سبقونا وأخذوا كل الغنائم منذ قديم الزمان لذا لا تتوقعي العثور على أي شيء
-بثينة(ببرود) :رائع...يبدو أنني سأنتظرك بالخارج
-الأم:حسنا...لن أتأخر...سألتقط بعض الصور وألحق بك

عادت بثينة أدراجها غاضبة وطوال الطريق كانت تتذمر وتضرب الحوائط برجلها
-بثينة(بتذمر) :رائع...حصلت على أكثر عطلة مملة في التاريخ والأسوأ من ذلك سأقضيها بمفردي فأمي لن تغير رأيها وستذهب لمشاهدة الأشياء المملة وبالطبع لن أرافقها

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن