الفصل السابع

102 20 0
                                    

رواية المومياء : الفصل السابع

مرة أخرى ظهر إمحوتب في مكان معزول في وسط صحراء مصر ومعه بثينة التي تحمل الجواهر الثلاث في حقيبة ظهرها وعندما أفلتها انزلقت وسقطت على وجهها في الرمل...كان الظلام حالكا من حولهما كونهما في الليل ولا ينير المكان سوى ضوء القمر الخافت

نهضت من الرمل ونفضت ثيابها وقطبت حاجبيها بانزعاج
-بثينة:دائما نفس الحكاية...أفلتني بلطف المرات القادمة رجاءً
-إمحوتب(بحدة) :كيف جرؤتي على الهروب وتركي رغم أنني حذرتك...هل تريدين الموت لأهلك؟
-بثينة:لم أهرب...ها أنا ذا معك
-إمحوتب:لكنك خططتِ للهرب مع والدتك...ولولا تحايلي عليكما لما أتيتِ معي
-بثينة:لم أرد الذهاب معها...لقد أجبرتني
-إمحوتب(بحدة) :سيكون آخر تحذير...المرات القادمة سأقتلكما أنتما الاثنتين معا
-بثينة(بتجهم) :حاضر

وبينما يتحدثان فإذا بهما يسمعان صوت رصاص من خلفهما...كان أولئك مجموعة من قطاع الطرق
-الزعيم:سلمانا ما لديكما...أو أقول سلمنا الفتاة أيها الرجل العجوز

كان الظلام يطغى على المكان لذا لم يتمكن أولئك العُصبة من قطاع الطرق من رؤية شكل إمحوتب الحقيقي ولون بشرته فاعتقداه مجرد بشري
-الزعيم:أعتقد أن كلامي واضح
-بثينة(بخوف) :مولاي! ماذا نفعل؟
-إمحوتب:لا أريد تضييع وقتي وطاقتي على هؤلاء الحمقى في كل مرة...اذهبي إليهم فحسب وأريحيني
-بثينة(بصراخ) :ماذا؟! ستسلمني إليهم بكل سهولة! لكنني تابعتك الوفية المخلصة المثابرة
-إمحوتب:أتعدينني أن تبذلي جهدا أكبر مقابل أن لا أسلمك لهم؟
-بثينة:امممم لا حل آخر أمامي...مهلا! من قال أنني لا أبذل جهدا! لولاي لما تمكنت من الاحتفاظ بالجواهر الثقيلة الغريبة
-الزعيم(بصراخ) :كفا عن الثرثرة أنتما...نفذا ما طلبت فورا

تجاهلهم إمحوتب وأعطاهم ظهره وسار بعيدا عنهم كأنهم لم يخاطبوه أو يهددوه من الأساس...كان باردا معهم ومشى في طريقه وترك بثينة خلفه
-بثينة(بصراخ) :ما الذي تفعله؟ انتظرني

ركضت لتلحق به وتهرب هي أيضا...وفي اللحظة التي خطت فيها خطوة واحدة أشار الزعيم لأحد رجاله فوجه المسدس نحوها وضغط الزناد فانطلقت رصاصة واحدة استقرت في ظهرها واخترقته نحو صدرها فتصنمت واقفة مكانها بعد أن أحسن بألم قاتل

فجأة توقف إمحوتب عن السير ونظر خلفه فوجدها متصنمة مكانها...سالت الدماء من فمها ثم سقطت أرضا منكبة على وجهها والدماء شلالات من ظهرها وصدرها أيضا
-إمحوتب(بهمس) :تبا!

اجتمع الرجال على إمحوتب مجددا ووجهوا نحوه أسلحتهم
-الزعيم:مصيرك سيكون مثلها وهذا بسبب عنادك

فجأة تحول الجو من حولهم لرياح عاتية تسببت بعاصفة رملية قوية جعلت الجميع يغلقون أعينهم خشية من تسلل الرمال إليها...كانوا غير قادرين على الرؤية بتاتا ولذلك صاروا يحاولون تغطية وجوههم والبحث عن مخرج من تلك العاصفة

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن