الفصل الثالث

143 24 1
                                    

رواية المومياء : الفصل الثالث

فتحت بثينة عينيها ببطء فوجدت نفسها مستلقية في وسط الصحراء والشمس مائلة للغروب...كانت على وشك أن تشعر بالسعادة لأنها بعيدة عن إمحوتب لكن اللحظات الجميلة لا تلبث أن تدوم

على بعد خطوات رأته يقف معطيا لها ظهره ويبدو أنه مُركز في اتجاه الغروب
-بثينة(تفكر) :إنها فرصة مذهلة...علي الهرب

نفضت ملابسها من الرمل بهدوء وركضت عدة خطوات وبطريقة غريبة ظهر إمحوتب أمامها ودفعها لتسقط للخلف
-إمحوتب(بغضب) :هل ظننتِ أنني مغفل؟
-بثينة(ببرود) :لا أحد يعلم
-إمحوتب(بغضب) :مازالت مهمتكِ معي طويلة لذا سأحررك فقط إن تعاونتِ وأوصلتني لمبتغاي

شعرت بالسعادة لأن لديها أملا بالتحرر لذا ابتسمت
-بثينة:وما هو مبتغاك؟
-إمحوتب(بخبث) :أخبرتك سابقا...قتل الملك زوسر وتسليمه كقربان لآنوبيس قديس الموت...وهكذا...سوف...
-بثينة:سوف ماذا؟
-إمحوتب:لا شيء...لماذا لا تنفذين الأوامر وتكفين عن الثرثرة؟
-بثينة(بانزعاج) :حاضر...ما الخطة؟
-إمحوتب:علي استحضار قواي أولا
-بثينة:ألم تقل أن أحدهم سبقك إليها؟
-إمحوتب:بلى...ومهمتي إيجاده وتمزيقه وأخذ قوتي غصبا عنه
-بثينة(بقلق) :هذا دموي جدا...لماذا لا نتمهل ونحل الأمور بودية؟
-إمحوتب:إن أردتِ ذلك فاخرسي ودعيني أركز
-بثينة:اممم حسنا

عاد للتحديق بالشمس ثم وضع كلتا يديه على بعضهما كما يفعل الراهبون وأغمض عينيه وبدأ بالتأمل
-بثينة(تفكر) :لا يبدو أنني سأحصل على حريتي البتة

بعد فترة من التأمل فتح عينيه وكانت الشمس قد غربت بالفعل وأظلمت السماء...وبطريقة غريبة قام بالنفخ في يديه فاشتعلت النار فيهما ثم استخدمها ليشعل مجموعة من الحطب
-بثينة:ما الذي...تفعله؟!
-إمحوتب:نحتاج لنبيت هنا الليلة فلدينا طريق شاق غدا
-بثينة(بخوف) :هنا! في العراء!
-إمحوتب:بلى...هنا
-بثينة(بخوف) :لكنني آنسة...ماذا لو قام أحدهم بالتعدي علينا؟ ماذا سيحل بمستقبلي؟
-إمحوتب:وأنتِ معي؟
-بثينة:هذا إذا لم تتعدى علي أنت من الأساس
-إمحوتب:لا تعتقدي أن أحدهم قد يستفيد منكِ إذا تعدى عليك
-بثينة(بانزعاج) :وماذا تفهم أنت؟ إنك مجرد مومياء متحللة
-إمحوتب:جديا...حتى أنا كمومياء لن أنجذب نحوك لذا كوني مرتاحة
-بثينة(بانزعاج) :يال حلاوة لسانك مولاي!

مر الوقت بسرعة وقارب منتصف الليل ومع كل دقيقة تمر كانت بطلتنا تشعر بالنعاس أكثر...كانت كلما نظرت لإمحوتب رأته يحدق بها لذا لم تستطع النوم خوفا منه
-بثينة:ألن تنام؟
-إمحوتب:لا أحتاج للنوم فأنا مومياء
-بثينة:هذا مزعج...لا تحدق بي إذًا
-إمحوتب:أراهن أنكِ تخططين للهرب
-بثينة:وإلى أين سأهرب؟! نحن في منتصف الصحراء ولا يحيط بنا سوى المساحات الفارغة والمزيد والمزيد من المساحات الفارغة التي لا نهاية لها
-إمحوتب:صحيح...لذا لست قلقا

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن