٤-في هذا الخَريف

172 15 16
                                    

وإني وَصعقتُ ، وإني مِتُّ ، وإنَ الحَياةَ في عَينيَ تَوقفت ، وإن كُل ما بَنيتهُ بَدى كالسَراب .

حِينما رأيِتهُ هُناكَ يَقف ، يَتكأ على الحائِط وَ ينظرُ لي بلا تَعبيرٍ يُذكر .

بدا وكأنهُ الموت

يَسحبُ روحي بِنظرة عَينيه

وَيعيدُ لِي الحَياة بِرمشها

كُل مَلامحُ الفَناءِ تَجسدت بَين عيونه ، كُل قِصص المَوتِ قرأتُها في جُفونه ، كُل فَجعاتِ الحَياة إنسَدلت بَينَ رُموشهُ ، بَحثتُ فيهِ جيدًا ، في عَينيهُ شُعورٌ .. يَجب أن يَموت .

أنتَ مَن انتَ ! مَن سَمح لكَ بالدخولِ ؟
صَرختُ بِه و إدعيتُ النِسيان وُكلي لِكُله حافظٌ مُتذكر


عُيونك يا حَبيبي ، فِيها شَيءٌ مِني ، فَلا تَكُن لِلنسيان مُدعي .
بِما يَهذي واللعنة هَذا المَجنون؟

عَن اي حَبيبٌ واللعنة تَتكلم؟
قُلت وانا أخطوُ تِجاههُ بِسُرعة ، أمسكته من ياقتهُ وَشددتهُ نحوي ، يَنضرُ لي بابتسامة هذا اللعين يُفقدني صوابي

ضَاع في ملامحي حين إقتَربتُ ، ولكن لا ، لَيست هذه المرة أيضا، لَم اعد تايهيونِغ المُراهق الذي يُصدق كِذب نظراتك ، لَستُ ذاته الذّي حَبكت عليه الاعيبك ، لستُ تايهيونغ الصامت ، لأني الآن سأتكلم ، دون خشيتي أن تسمعني عائِلتي ، دون أن أخاف على أمنياتي الميتة من التَيقظ، دون أن أخاف انتفاض جروحي ، سابصِق الكَلمات في عينيك لأعلمك كَيف تراها قبلَ أن تسمعها، والله لأذوقنّك من ذاتِ الكأس دِهاقًا دون نقصان ، لأني لَم اعد تايهيونغ البَاكي لِرحيلك ، أنا الآن تايهيونغ الحُر الطَليق حَتى من قَلبه و جروحه .

حَبيبك الذّي قبلّت جروحَ يداه حِينما قتَل أخيك
قَال يَدوس -عمدًا- على قَلبي ، تَركتُ ياقتهُ مُبتعدًا عَنهُ بِضع خطوات .

لَيتني قَتلتك و قَتلتُ قلبي مَعك فِي بؤسِ تلك الليلة

وبِهدوء ، بِهدوءٍ شَديد ، أنطفأتُ

ما الذّي جاءَ بِك إلى هُنا
قُلت بِهدوء بَعد انطفاء الاضواء في رأسي ، أنا الآن فِي حالةٍ من سوادٍ دامس ، في حالةٍ من لاشيءِ متكدسٌ فَوق آلافً من الأفكار المُهمشة على أطراف إدراكي المُنطفئ بتَوهج ، يَلمع لِكُثر إسودادَه في حافةٍ مُنيرة

جِئْتُ لأستعيد مَا هو لي
وَ ضَحكتُ ، بأعِلى صوِتٍ امِلكه ضحكت ، أنا الذي خاض السنينَ عابِسا ضحكتُ ، أيَسمع ما يَقوله حتى؟

زُبرَقان | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن