كَم هِي مُرهقة هذه الحَقيقة ، انَنا لسنا سوى كِذبة
انك لَم تحبني ابدًا ، و أني الوحيد الي سلخ قلبه عبثا
أن الحكاية كلما أوشكت على الانتهاء تعاود البَدء ، تنهش احشائي بَل و تجعلني أودُ -بِكامل ودادي- أن اسِتفرغ قلبي ، اضَعه أمامي على الطاوِلة وابدا في تَشريحه ، لأستريح من هذا الحُب الحزين ، من هذا الالم في عيوني
صداعٌ
صُداعٌ بحجم رأسي تَماما يَفترس ما تبقى من عقلي
اريدُ شتاءً و مِدفئة ، و معطفِي الرمادي الذَي يفوقني حجمًا لشِدة نحولي ، اريدُ أن احِتطب في ليلة باردة حتى انِقضاء السحر
هذه المدينة غَريبة، احسُ اني اضَعتُ حصيلتي اللُغوية في احَد شوارع باريس ، لِكم امتنعت عن التَدوين؟، وافِترشتُ الحزن في ليالٍ عديدة ، ولَم يبارح الآرق جفني ابدًا ، و واصَلت الكلمات نهشي ها هُنا على فراشي ، كنتُ اتلوى وجعا وحبًا ، ائنُ بِصورة مستَفزة حتى لمسامعي
لَيتك تحبني فقط ، لَيتك تبصر قلبي ، لَيتني انزوي فِي نقطةٍ ما في قلبك ولا اخرج
احسُ بالاستِسلام ، دَواخلي تتحرر
لم اعُد انكر وجعي ، لَن ادعي النسيان وكُل ما بِي يتَذكر
لَن ادعي التغيّر وكل ايامي تتكررأرفعُ رأسيَ قليلا ، بِبطئٍ ابحثُ عنه
انِظر إلى يدي اللَعينة بِجانبي ، لا زِالت كأنها لَيست منيأحِمل يُمناي بِيُسراي
احاولُ النهوض ومجددًا ، افِشل
ايَنك فقط؟
هذا العَجز يقتلني بِبطئها أنا ذَا ، قَد اتيتُ
التِفتُ بسرعة نحوَ الباب ، كان يَلهث متعرقًا ، ما بِه؟اينَ كنت؟
اصابَني القلق يا حبيبي فأينك؟ارِكضُ ، احِسستُ بأني قَد اكتسبت بعض الوَزن في الآونة الأخِيرة
ولَكنك بهيٌ ، لا يمكن لِشيءٍ أن يزحزح هذه الحَقيقة ابدًالاحَظتُ ذلك ، بَدوتَ قَبيحًا بحق
بَل وديعًا حد الموت
حد انِطفاء الجمال أن وقف بجانبكلازِلتَ تكذِب ، فَلم تبارح عيناك وَجهي ولا لِلحظةٍ
قال يَسخر بِكل حقيقةلَم انِطق بِشيءٍ فَقط نضرت اليه بِسخط
خَطى نحوي يَمد لي يَداه ، يُساندِني على الأستقامَة ، يَضع يمناي على مَنكبه
ويَداه على خِصري ، احِسها تَتلاعب بِآوردتياحِس به يَنظر في وجِهي عميقا ، كأَنه اضاعَ فيني شيءً
زُبرقان فؤادي
تَوسعت عينايَ من هول صَدمتي
هذا اللَقب المَقيت وتلك اللَيالي ، كُلها انهالت فَوق رأسي
ادَرت وجهي نحوه أنظر بِهدوء ، يُخالف عواصِفي والأغِصان المَكسورة التي تجرح حنجرتي لِئلا انطق بِشيء ، لئلا اضِعف لهاحبكَ ، وَلو بكيتُ حبي بَين ضلوعَك الآن لَن انتهي
يَكذب ، لا تُصدقه
وهمٌ ، وهمٌ ، وهمٌافِلتتُني من يداه وسَقطتُ ارضًا
هرع لي ولَكني لستُ بوعييانا حَزين ، اريدُ أن أبكي وتُرسم الحقيقة من دموعي لأسِتدل بها
انا سَعيد ، اودُ أن أصدق هذا الوهمَ لأحِيا اكثراحِبكَ ايَضًا ، ولَكن قلبِي لم يِعد يبتغيك
بَل ولم أكف عن حبك ولا لِيومٍ ، لَم يزورني لَيلا ذات يومٍ وما بَكى معي على هذا الحب البائِس ، لَم يهطل الثلج يَومًا و ما كنتُ ارتدي فِيه حبك لأتَدفئلَكني لم اعد اريدك ، لم اعُد أود حُزنك
لَقد مللت الحزن ، لَقد مللتُ الخوفحَتى أوراقي صارت تبكي مِن شدة بأسِي
حتى البَحر القاسِي صار يُطبطب على قلبي
حتى الجُدران قَد صارت تتلَكئ من سرد حكايتنا يا داثِرناحتى بارِيس ما عادَت تحملنا
حتى فَرنسا قَد سخطت من الم حبُيالشَوارع لَم تعد مفزوعة من خطو اقدامي عليها ، صِرت ثَقيل من فرط حبك فيني .
مَتى سأكتب شيءً سعيدا ؟ مَتى سأتغزل بكَ حتى يَبتسم لي الورق ، حتى تبتهج الكَلمات و تَنتهي اللغَة الضَئيلة أمام حبي ؟
مَتى ستكون شيءً اثق به؟ اودَه ، أستطيع انَ اهدر أوراقي فيهِ غزلاً ؟
اودُ أن اخطَ شيءً سعيدًا على دَفتري البني المهترئ ذاتَ يومٍ
أن اكِتب الماضي على سِيجارةٍ واَدخِنها إلى أن يَحترق ، كَي ترسُم انت من بقاياهُ حكاية جديدة ، حِكاية نحن بها سَعيدين نَبكي الحزن من فرط السعادة .
...
سلامً على مَن تمدَد الشَوق في قلبه وتَدثر .
٥٥٥