١٠-لَأننا وَ رُغم صقيع الأذى نَبتغي

213 11 13
                                    

ماذا سنَفعل حيال ذلك؟ ،حيال الحزن الذي مات في جفوننا ، حيال الحب
الحب الذي توسَلناه عميقا لئلا يتعفن في قلوبنا ، للأغاني والأمنيات و الاوشحة الباردة ، ماذا سَنفعل ؟

نحرقُ الدنيا؟ نبيدُ الكون؟
الفُ لاءٍ بائسة ، الف دمعة تدندن الرفض كأغنية حزينة ، وترقص عليها ، طويلا جدا جدا ، ترقص حتى تسقط الأقلام و تبتل الأوراق فَتتفت الأحزان و يذوب الحبر ، ويَتخمَّرُ في قلوبنا ابدًا بعيدًا لا يُرى ولا ينتهي

حتى بعد أن انجلت الأعوام، لازلتُ أشعر به يكبر يكبر ، قلبيَّ الكبيرين ،
و حُبي الميتُ فيهما
ورائحة الرماد التي يشتَّمُها حتى التائه الذي أضاع وطنه وأرضه

ماذا عساني سأفعل الان؟ غير اني اطرق أبواب مُخيلتي الميتة ، اشحذُ منها حياة أعيش بها ، اشحذُ لغةً و احرفًا وحكايات لا تنقضي
وأعيش فيها
أبكي وجودي اللاملموس
أبكي ايامي المنسية بيد عجوز
انوح فراقك واشكو للرب اني التقيتك ، اشكو له اني لطالما امتلكتُ وجهًا عبوس

جثثت على ركباتي انعى نفسي ، انعى دنيانا الفانية قبل أن نعيشها
والاعوام التي ركضنا ورائها حتى اهترئت اقدامنا ولكنها رغما عن الكون سبقتنا

بكيتُ ، لأني أحب أمي
لأني أحبك
لأني ضعيفٌ واهن لا يعرف سوى البكاء و حبك
لأني أفقد اللغة عندما اكتب الحاضر ، واتوه في الماضي الذي لم يمضي فيني ابدا

ولكنك كاذِب ، هذه حقيقتك التي ستظل تطاردك طوال حياتك
سترتسم فوق محاجر عيناك ، وتظل تبكيها دماءً لا دموعا

فأعتراف حُبكِ هذا ؟ لا شيء سوى سببٌ سأتمسك به لأكرهك اكثرًا
لأنك ترى الاذى بعيناي وتصمت ، ثم تنطق بترّهاتك التي عمدا تدوس على جروح الماضي الآليم

ولوهلةٍ ادركتُ بها ما نطقته له ، صَفعتهُ
نعم فعلت

كيف تجرؤ! كيف طاوعتك نفسك ، تعترف لي أيها الدنيء؟ لستُ من فرط فيك ، لستُ من حاك عليك الاعيبٌ من أجل بعضة قروش أيُها الخسيس الشاحذ ، لستُ مَن قتلك ، لستُ من رحل اولًا حتى ، سعيتُ خلفك ايامًا لا تُعد ، ظللت افتش عن رائحتك حتى في زوايا المنزل ، كُدت أُقبل الأراضي التي جمعت فوق اسطحها حبي المنسي ، أمُعترفًا كنت بشيءٍ من هذا الحب؟ ، أعالمًا كنت بليالي بكائي الدامية؟ ، أتذكر البهاء الذي كنت تقدسه في وجهي؟ كنت اطعنه طعنًا ، امزقه تمزيقًا ، انظر إلى المرآة وأبكي كلمات البهاء التي كنت تحيكُها كذبًا فوق مسامعي ، بقيتُ امزق اصابعي ، اشطبها بالمشرط شطبًا لأعاتب نفسي التي خانت أخيها ، أكنت اعرف منك شيء حتى؟ ظللت اتشككُ حتى بأسمك ، ركضتُ ميتًا فوق ثلوج باريس اسألها الحقيقة ، رجوتُ خيطًا رفيعًا اتمسك به لأحبك ولم أجد ، كل الخيوط التالفة اكدّت لي بانك خائنٌ كاذِب ، حتى الشتاء ، الشتاء الذي كنت مندهشٌ من دفئه معك ، كنت اتلوى به بردًا ، اموت به صقيعًا رغم اني كنت أمتلك حطام حبك وبقاياه، إلا أني لم اتجرأ على احراقه لأتدفئ ، اردتُ صقيع الحب في برد الشتاء وددت أن اضاعف المي ، والان ارحل ، ارحل وهذا أمر لا طلب ، سلمني لأمي سلمني لخطايا الدنيا وارحل ، أمضي بطريقك فقد انتصرت ، وها هو ذا رمادي يُحرق مرتين .

ومثلما يغادرنا الشتاء ، غادرني جونغكوك ، لكنّ الذي أدار لي وجهه ذاك لم يكن جونغكوك ، لم يكُن ذاك الذي كرهتهُ ، كانَ الطفل الباكِ على أحلامه المحترقة ، يسحبُ الرئفة من الأشياء ويزرعها في فؤادي

جاهدتُ أمامك جهاد العاشقين ، احرقتُ كونًا وحرفّتُ حكاياتٍ وأساطير ، وامام عيناك الباكيةُ مني خسرت
ومثل شهيدٍ مات ولم يُفلت رايته ، اغلق الباب وسقطتُ ابكي الحب الملعون هذا

احبكَ أيها الكاذب ، أيها التائه احبك يا لعنات الإله
بكيتُ اعوامًا حُسبت عليَّ عُمرًا ولم أعشها أنا
بكيت طويلا حتى تقيأتُ قلبي ، لم اشعر بشيء بعدها
انغلق الكون في عيني و رحتُ نائمًا مُنخرطًا في سعادة لم تُكتب لي

رايتنا نركضُ في ربيع شبابنا ، نركض وتسقطُ منّا أحزاننا ، عُقدنا ، عائلاتنا
رايتُ السوء كَـسكاكين تخرج من اجسادنا
رأيتك هناك تقبّلني ، تزرع الزهور على شفاهي
تُمسك يدي ، تُفتت الامي
تمحي كل بكاء قد بكيته بغيابك
رأيتنا نُرسَم من جديد ، نُجسَد كلوحة مُخلدّة

احبكَ واعتذر
وقبّلني

احبكَ و سامحني
وقبّلني ، أجُن؟

احبك يا حبيبي وأنا ابكي الحُب أسفًا
اذابَ شفاهي في جوفه الحُلو هذه المرَّة ،لما يعتذر؟

لما تعتذرُ فاتني ؟
وقبَّلتهُ وكأني أُقبل جناح فراشة

اعتذرُ بدلًا عن اللغة ، لأنها لم تعلمّني كلمةً اكبر وأعمق من احبك ، اعتذر لأن الحب ليس شيءً أمامنا ، لأن اللغة لن تعبر وأقلامي لن تكتب و لساني لن ينطق ، لأن ليس هناك شيء لِيعبر ، الحب ذابَ في المحبوب وأغلِقَت الأفواه ، وصدى صوت قلبي الذي ينتحب لفرط ما يحبك ، احبك ولا تكفي يا حبيبي

احبكَ حقيقةً ، احبكَ اتسّاعًا وتمددًا ، احبك خيالًا ، احبكَ جمًا وفيرًا ، احبكَ مجردًا ، لمجرد ما انك انت احبكَ ، احبكَ اعوامًا طويلةً من البكاء ، احبكَ لغات و لهجات وأحرف وكلمات ، احبك وهذا هو حبي الذي أغاث كل ثقبٍ بالسماء لوسعه ، احبكَ ختامًا لكل شيء وابتداءً

واخيرًا ، احبك كرضيع بدلاً عن الآذان والتكبير في أذنه أذاعوا حبك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زُبرَقان | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن