ارتجفت كُل خلية في جسدها راغبة بالفرار من ذاك الجسد
تنظُر للواقف عند باب المنزل المُهترئ
هو شخصٌ لا تعرفه ابداً..بدا لها كوحش يستشيطُ غضباً
لم ترى من قبل ملامح الغضب هذه على وجه شقيقها
وكأن بركاناً قد صُب فيه!قد ركل الباب بقدمه بقوة
كان يجمع بكفه الضخمة شعر ليليان المعتم
والقاها ككيس قُمامة امام انظار اسيل التي ارتعدت خوفاًيداه تقطر منها دماء نُسبت لشقيقتها
لقد ابرحها ضرباً دون ادنى رحمة
وحزم على ان يُنهي حياتها التي لم تعيشها يوماًهلعت اسيل الى شقيقتها تُبعدُ عن وجهها شعرها الملتصق عليه
احاطت بكفيها وجنتيّ ليليان تسألها من بين دموعها المتساقطة
"هَل انتي بخير؟؟؟ماذا حدث؟من فعل هذا بكِ؟؟؟"تقدم سامر بغضبٍ يفوح منه وينتشر في زواية المكان
وحمل اسيل من قماش كتفها يرفعها الى الاعلى حتى وقفت على اصابع قدميها،ودون تردد رفع يدهُ الخشنة عالياً يصفعها بكامل كفه مما جعلها تسقطُ ارضاً
لم تسنح لها الفرصة لفهم ما حدث الا وكان قد رفعها مرةً اخرى يكرر صفعها على وجنتها ذاتها فتعاود السقوط بعنفٍ على ارض المنزل
"تَ توقف اُتركني ارجوك!!!!"توسلته اسيل وهي تحاول الابتعاد عنه ولكنها فشلت في ذلك
وقد كان لا ينوي التوقف لولا انه قد تعب من ضربها
فتوقف لتنظيمِ انفاسه ليس الا!لملم شعرها في قبضته يشده الى الوراء ليقابل وجهه وجهها الباكي
ونظر في عينيها نظراتٍ تجدحُ شراراً
يسئلها وهو يلهث مُلتقطاً انفاسه المسلوبة
"هل انتِ ايضاً؟"لم تتوقف دموعها عن الانهمار
وقدميها يكادان لا يحملانها
عاجزة عن فهم ما يرمي به من كلام"لقد سألتك سؤالاً ايته الوقحة الصغيرة!!!"
دفعها بعيداً فارتطم جسدها الضعيف بالحائط الصلب
لتسقط بعدها بقسوةٍ على ارض الحجرة الخشنة للمرة التي لا تحصى"ماذا تقصد أُقسم لك انا لا افهمُ ماذا تعني!"
اجابت من بين شهقاتها المتقطعة وهي تمسح بكفوفها الرقيقة بعشوائية على جسدها لتخفيف الالم الذي حل بها من كل جهة"لا تفهمين ما عني هاه؟ ما اعنيه هو هل ارتكبتي الرذيلة كـ شقيقتك؟"
وسعت عينيها بصدمه لِما سمعته اذناها، لم تستطع بلع ريقها ، عيونها قد ثُبتت على جسد شقيقتها المُلقى في وسط غرفة المعيشة ، كيف يكون تفكيره قذراً لهذه الدرجة؟ كيف استطاع ان يدّعي على فتاة الستة عشر عاماً بهذا الجرم؟وأما عن شقيقتها فما يتهمها بهِ باطلٌ بحت ولا اساس له من الصحة!وقفت اسيل بهدوءٍ على قدميها المرتجفة
وتقدمت ناحية شقيقها بخطوات بطيئة
كُل خطوة تخطيها تؤلمها
وقد شعرت اثناء سيرها بأنها تتجه نحو قاع مُدمس بسوادٍ حالك
سيلتهمها في اي لحظة وينفيها من الوجود