ذُهِل الجميعُ لعرضِ امجد الغريب ذاك
فلما يريد الزواج بمن خانته مع شخصٍ مجهول
وقَد حَمِلَت مِنه ايضاً !كان سامر الشخصَ الوحيد الذي يعرفُ جيداً ما يصبو اليهِ امجد
كانَ يعلمُ انهُ يريد الزواج منها ليجعل من صُبحها ليلاًويذيقها ما لم يذيقها إياهُ سامر
ليريها كوابيساً في عزّ صحوتها
ويُمارس قذارته عليها
ويرمي بكُل سوءه على من خُلقت من ضلعهليقسو على لينها
ويلوث قلبها المشابهِ للونِ السَحاب
سيفعل الكثير
بمن لم يُسمح لها بالدفاع عن نفسها بحرفٍ أو حتى بنصف.."الأمرَ يعودُ إليك!"
جال سامر بعينيه على جميع من حوله
بمظهرهم المخيف وهيئتهم الغاضبة
ينتظرون الاذنَ لينقضوا عليه ويُقَطعونهُ بأسنانهم
وقد ارعبه مظهرهم
من كان قبل ساعاتٍ جبروتاً على شقيقتيهسَمِع من يقول بأنهُ يتوجب علينا طردهم من قريتنا
والآخر يقول بأن نجعلهم خدماً للمواشي عندنا
وغيرهُم يقول لنمنعهم من الخروج من منزلهم
حتى يموتوا و يتعفنوا في مكانهم!ولكن بدأ الجميع تدريجياً بقبولِ فكرة زواجها من أمجد
لعلمهم بأنه سيقوم بما هو اشنعُ من كل ذلك
فارتسَمت ابتساماتٌ راضية على وجوههم البشعة
يؤيدونَ تلك الفكرة"ليس اليوم"
رد سامر بصوتٍ ضئيلٍ يكادُ لايُسمَع
ماجعل من اصغرهم يضحك على مظهره الجبان الذي صارَ عليه"ولِما ليس الان؟
انظر الجميع حضر للإحتفال وكُل شيء في محله
وهذا اليوم الذي حددتهُ بنفسك اوَليس كذلك؟"سأله أمجد وهو يضغط بقسوة على كتفه
في حين أن وجهه يملؤه الهدوء الغريب"كل مافي الأمر هو أني لم انتهي منها بعد"
ضَحِكَ امجد بسخرية على موقف سامر
هو يعلم منذ صغرهم بأنه يكره شقيقتيه
ولكنه لم يتوقع بأن كرهه سيصلُ الى هذا الحدوالآن كل ما يهم سامر هو تبرير موقفه امام الملأ
عند تبرؤه من ليليان وما تحمله من ذنب
للمحافظة على ماءِ وجههِ العَفن!يترنح آدم بثمالة وهو يدندن بكلمات غيرِ مفهومة
تارةً يضحك من أعماقِ قلبهِ
وتارةً يبكي حتى تُقَطَعُ أحباله الصوتيةفإن شربه للكحول منذُ الصباح قد جعله يفقدُ جزءاً من عقله
ولكنه ورغم ذلك..على علم بكل ما يحيط بهِوقف متخذاً من الشجرة مسنداً له و تقيأ كُل ما شربهُ
هو حتى لا يتذكر عدد المرات التي تقيأ فيها لهذا اليوم بسبب شربه الزائد عن حده