الشمسُ أشرقت من جديد دون خجل
تتسلل اشعتها من النافذة لتُذكر ليليان بخذلانها لها قبل سويعاتعيونٌ باكية وأُخرى غاضبة
صرخاتٌ مُتألمة وأُخرى مُعاتبة
قلوبٌ كقلب الطير وأُخرى كالحجارةِ أو أشدُ قسوة!جميعها اجتمعت في ذالك المنزل القروي
شهقاتٌ علا صوتها وترجيات لا تتوقف
ظالمٌ ومظلوم
قويٌ ورقيقٌ كجناح فراشة !
جميعها اجتمعت في ذالك المنزل القروي.."تَ توقف ارجوك، ليس أمام أبي"
ترجت ليليان شقيقها بالتوقف عن ظربها أمام أنظارِ والدها الذي أبصرت في عينيه شدة قهره وضعفه!ظربَها وأسيل منذُ ساعاتٍ دون كللٍ أو ملل
هو لم يرغب بظرب أسيل متعمداً إلا انها من كانت تعترض طريقه وتقفُ أمام شقيقتها لتمنعه من ظربها فتشاركها الظرب الوحشي برحابة صدرشَعر بالخدر في كفيه
آلماه بشدة بسبب ظربه المتواصل لـ ليليان وأسيل
أَوَليس لكل فعلٍ ردُ فعل؟
قد كان هذا ردُ الفعلِ لقسوته وجبروته
فماذا سيكون رد الفعل للظلم الذي ارتكبهُ بحقهن؟ظرب وحطم وشتم ، قُهر وقَهر ،ولم يُشفى غليلهُ بعد!
كشر عن انيابه وآخرُ ذرةٍ من الرحمة قد دعس عليها كما دعس على شقيقته عابراً من فوقها للجهة الاخرى!
"هل تظنين بأن ابي ليس فخوراً بي الان؟"
وقف بجانب والده المُقعد واضعاً يديه القذرة على كتفيه مُكملاً
"انا اقوم بما يتمنى ابي فعله لو كان بصحته..
انا متأكدٌ بأنه يشعر بالعار منك كما شعوري انا..وأكثر"نثر سامر سُم كلماته على مسامع من في الغرفة
قبل ان تزحف ليليان بجسدها حتى وصلت عند اقدام والدها
ونبست قائلة بصوتها المرتجف وهي تشدُ على قماش بنطاله
"أبي.."سقطت دموعها تُحكمُ شد قبضتها واكملت تتحدثُ بصوتها المتحشرج
"ابي ، اقسم انني لم افعل شيئاً يجعلك تشعر بالعار مني ، لم افعل شيئاً يُخجلك يوماً ، ولا أعلمُ شيئاً مما يجري ،لا اعلمُ أي شيء.."طأطأت رأسها للاسفل تمسحُ دموعها بظاهرِ كفها ومن ثُم مدتها ببطئ ناويةً أن تُمسك بكف والدها وتقبلها عل تلك القبلة تبعث القليل من الطمئنينة لقلبها المتزعزع
وحتى هذا الفعل البسيط لم تستطع تلبيته ..
كُل ما رغبت به هو تقبيل والدها
ولكنّ أحدهم بخل عليها بذلك ورآهُ كثيراً عليهافأمسك بكفها بسرعة قبل أن تلمس كف أبيها
وقام بـ لويها بقوةٍ يعتصرها بكفه الضخمة قائلاً بصوتٍ يغلي ويستشيطُ غضباً
"ماذا تظنين نفسك فاعلة؟
هل تعتقدين بأنني سأسمح لك بنقل قذارتك لابي؟
أم أنكِ تظنين بأن دموعك تلك ستشفع لك اثمك؟..انت على خطأٍ كبير"