E

145 26 1
                                    

كَانَ يَسيرُ بِجَانبِي بَينما كُوبُ القَهوَةِ الكَرتُونِيّ إتَّخذَ مِن يَدَاهُ الدَّافِئَة مَكَانًا لهُ، بينما يَبدُو مُستَمِتعًا بِالسَّيرِ على تِلك الوَتِيرةِ الهَادِئَة، مُستَمِتعًا بلُطف الجَو، بينما أنَا مُستَمِتعةٌ بِتَأمُّلهُ بينما أسِيرُ قُربَه، وألتَقِطُ صُورًا مِن اللَّحظَة لأخرَى دُونَ أن يُلَاحِظ.

« يَاه! هل كُنتِ تُصَوِّرِيني!! »
صَرَخ بعدمِ تَصدِيقٍ لِأبدَأ أنا فِي الضَّحك والإيمَاء إيجَابًا لَهُ.
« يَاه عُودِي إلَى هُنَا! »
أخذَ يَركُض خَلفِي بَينما أستَمرُ بِالهَربِ مِنهُ، إلَى أن قَادَتنا أقَدامَنا إلِى تِلكَ السَّلالِم ذَات السِّيَاج الأحمَر، التِّي تُغَطِّيهَا أشِعةُ الشَّمس بِدفء، تَوقفتُ عن الهَرَب عندَما وجدتهُ يَتَّخِذُ ذَلكَ المِقعَد قُربَ سِيَاج السُّلَم مَجلِسًا لهُ، فإبتسَمتُ بِدفءٍ وذهبتُ لأجلسَ قُربَه، وَاضِعةً رأسِي على كتفِه لأشعُر بِذِرَاعهُ يُحَاوِطُنِي بِدفء.

« أتُرِيدُ رُؤيَة الصُّور؟ »
نبَستُ بدِفءٍ لِأشعُرَ بإيمَاءَة رأسِه التِّي تَتمَوضع فوق رأسِي، لِأفتَح الكَامِيرَا وأُرِيهُ الصُّور، لِيُقَهقِه من الحِين والآخَر.

رَفَعتُ رأسِي من على كتفِه لأرَى أشِعةَ الشَّمس تُدَاعِبُ وَجهَهُ بلُطفٍ، مُغطيَةً لعينَاهُ ذَلك اللَّونُ العَسلِي، مِمَّا يجعلها تَظهُر أكثرَ دفئًا.

رَفعتُ أنامِلي أُبعِدُ تِلكَ الخُصلات التِّي تَمرَّدت فَوقَ عينِيه، فأبتسَمُ بإتِّسَاعٍ على عَينِه التِّي كانت شَارِدةً فِي خَاصَّتِي، شَعرتُ بتِلكَ الفَرَاشَات تَتراقصُ فِي معدتي، ذلَك الشُّعور الذِّي لا أشعُر بِه إلَّا مَعهُ.

أشعُر وكَأن الحَياةَ تَعُودَ لِي، عَيناهُ تَبُثُّ الأمل والرَّاحَة والإطمِئنان بِدَاخِلِي، هُوَ شَيءٌ مَا، شَيءٌ ما فَعل فِي دَواخِلي المُبَعثَرة الكَثِير.

كُان كَالمِيّاه فِي الصَّحرَاء، يَستَحِيلُ العُثُور عَلَيها.

لقد عثر عليّ حينما كنتُ محطَّمة،

جَمَعنِي مِن جَدِيد.. منَحنِي الحَيَاة.

 منَحنِي الحَيَاة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أنتَ! || تِشُوي بُومقِيُو.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن