شكوك

29 1 0
                                    

حوار مع صديقي الملحد.

قال صاحبي:
تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية:

«فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»

[الكهف: ٢٩]

والآية الأخرى التي تنقضها:

«وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ ٱللَّهُ»

[الإنسان: ٣٠]

ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يُسألون:

«سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ»

[الزخرف: ١٩]

«وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (٤٤)»

[الزخرف: ٤٤]

ومرة أخرى يقول:

«وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ»

[القصص: ٧٨]

وأنهم سوف يعرفون بسيماهم:

«فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ»

[الرحمن: ٤١]

ومرة يقول إنه لا أحد سوف يشد وثاق المجرم:

«وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)»

[الفجر: ٢٦]

بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه:

«كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤)»

[الإسراء: ١٤]

ومرة يقول:

«ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَٱسْلُكُوهُ (٣٢)»

[الحاقة: ٣٢]

قلت له:
هذه ليست تناقضات.. ولنفكر فيها معاً، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. آية صريحة تشير إلى حرية العبد واختياره.. ولكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلاباً.. وإنما أعطاها إيّانا بمشيئته.. فتأتي الآية الثانية لتشرح ذلك فتقول:

«وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ ٱللَّهُ»

[الإنسان: ٣٠]

حوار مع صديقي الملحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن