تحليل حكماء صهيون

33 4 0
                                    

تحليل القصة 9

كيف تسربت هذه المحاضرة إلى العامة؟ إنَّ لهذا قصة..

كان أحد الحاضرين في هذه المحاضرة رجلًا سكّيرًا.. وقد عاد إلى مخدعه ليستمتع بإحدى الفتيات المومسات.. هذه الفتاة التي سرقت حقيبته ظنًّا منها أنها تحوي مالًا وفيرًا جديرًا برجل ملياردير مثل هذا.. لكن تلك الحقيبة في الواقع كانت تحتوي على المستندات التي سُجلت فيها هذه المحاضرة بالكامل.. وقد كانت مكتوبة باللغة العبرية.

لم تفهم الغانية شيئًا بالطبع فأعطت هذه المستندات لرجل مهم من زبائنها.. رجل روسي صادف أن يكون هو "نيكولا نيفيتش" كبير أعيان روسيا القيصرية.. وقد استشعر أنها مستندات تبدو غير مريحة فأعطاها إلى مترجم روسي كان صديقًا له وهو "سيرجي نيلوس" ليترجمها إلى اللغة الروسية.. ولما ترجمها هذا الأخير فزع فزعًا شديدًا من محتواها وأخبر "نيكولا" بفحواها كلها.

غضب "نيكولا" غضبًا شديدًا جدًّا وقرر أن يفضح اليهود وكبراءهم على الملأ.. ففي هذه المستندات ذِكر واضح أن اليهود ينوون أن يقيموا ثورة في روسيا كما فعلوا في إنجلترا وفرنسا.. كانت روسيا أيامها قيصرية.. وكان اليهود مضطهدين فيها.. ولقد طبع "نيلوس" كتابًا نشر فيه هذه المستندات كاملة مكملة.. كتاب سمَّاه "بروتوكولات حكماء صهيون".

جنَّ اليهود جنونًا كبيرًا وزعموا أن كل هذا كذب وافتراء.. لكن من قرؤوا الكتاب لم يصدقوهم لتطابق ما حدث فيها مع ما حدث في العالم.. ويستحيل أن تجتمع كل تلك المصادفات لتخدم اليهود وحدهم.. جن جنون العالم على اليهود خاصة بعد أن تمت تصفية "نيلوس" صاحب الكتاب بطريقة مريبة.

وبدأت المذابح تقام ضد اليهود في روسيا.. وأول مذبحة راح ضحيتها عشرة آلاف يهودي.. وكافح اليهود طويلًا لإيقاف تلك المذابح حتى نجحوا في وقفها باستغلال نفوذهم في بريطانيا للضغط على روسيا.

_219_


وفجأة حدثت الثورة الروسية كما توقعت البروتوكولات تمامًا.. حدث الانقلاب الشيوعي وسقطت روسيا في قبضة البلاشفة الذين كان أكثرهم من اليهود.. كان الناس يريدون الهرب من القيصرية فوقعوا في جحيم الشيوعية اليهودية.. وبدأت الشيوعية في التسلل بسمومها اليهودية إلى كل الدول الملاصقة لروسيا.. فالشيوعية باختصار هي الكفر بكل الأديان مع الانحياز للدين اليهودي.

وبدأت البروتوكولات في الظهور في العالم مرة أخرى عندما تُرجمت إلى الإنجليزية.. لكن نجح اليهود عبر نفوذهم في وقف انتشارها في بريطانيا.. ثم ترجمت إلى الألمانية ونُشرت في ألمانيا لكن اليهود نجحوا أيضًا في وقف انتشارها عبر نفوذهم في ألمانيا.

ثم انتشرت في أمريكا وإيطاليا لكنها اختفت بنفس سرعة انتشارها.. وظهرت إشاعة مفادها أن كل من يقوم بترجمة أو نشر هذه البروتوكولات تتم تصفيته.. وفي النهاية وصلت إلى مصر.. وتحديدًا إلى "أنيس منصور" الذي رفض ترجمتها خوفًا من الإشاعة.. ثم أخيرًا وصلت إلى "عباس محمود العقاد".. والذي ترجمها إلى العربية بشجاعة نادرة ونشرها.

انتخريوستسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن