الفصل 6

30 6 0
                                    

قطرآت المطر تنسدل على ملامحه الباردة......
عيونه الحادة مثبتة على الغيوم فوقه....
كيف كانت رمادية وتبرق وترعد مثل عقله المشوش...
افكاره تجيبه وتوديه.......
رح يقتله ايه مارح يعيش ولو ثانية بهالحياة.....
استقام بجذعه العلوي وهوا كله على بعضه موية.....
المطر غزير بشكل.....
وقف وتلقائياً طـآح.....غمض عيونه بقوووة....
امه اللي ربته طول عمره على اصول العرب......
كانت كل مرة ينجرف للحرام تردعه لين ماترسّخ.....
الطابع العربي فيه.....

والحين بكل سهولة تـ..!!!.....
نفض راسه بقوة هاذي مو امه مو امه احد يصحيه من هالكـآبووس....
كور يده وصار يضرب الحجر اللي قدامه بعنف لين مانزفت يده.....
بس ماهتم كل اللي يهمه انه يشيل هالاحساس
من صدره امه النظيفة الطاهرة.....
ايقونة العفاف.....
اكيد الكلب مهددها بشيء؟.....
امه ماتسوي كذا لا ماتسوي كذا.....

بس الرسايل! وكلام الرجال كل شيء يدل على كذا....
ضرب يـده بقووة بالحجر حس بوجع فـظيع.....
بصبعه بس مايضـآهي خيبته بأمه.....
نور عيونه.......النور اللي بآخر النفق بالنسبة له....
هـيآ.....استند على الجدار وراه بوهن.....
وابتسم بسخرية.....هاذي الحقيقة اللي تدور عليها يا ياسر؟....
نزل راسه بملـآمح مظلمة.....
تارك المطر ينساب على جسمه بحرية.....
وبهاللحظة انتبه انـه الـليل.....
ظل على ذالحال لمـدة.....لين ماسمع صوت كفرات....
سيارة....تلقائيّاً مال بجسمه ومد راسه.....
كانت السيارة واقفة قدام البيت اللي دخلته امه....
مع السافل اللي مايدري مين!.....
الحين بس استوعب انه اغمى عليه ومانتبه.....
شاف نفس الرجال نزل ورافع مظلة تحميه من المطر....ويصارخ على رجاله الظاهر نسى شيء!....
لمعت عيونه بشر اذا المظلة حالت بينك وبين المطر....
محد بيحول بيني وبينك موتك يالسافل على يدي....
وقف بتهور وركض والالم بيده كل ماله يزيد.....
بس حرقة قلبه تفوق كل شيء طاحت عيونه على السلاح اللي يتدلى على خصر الحارس.....
سحبه بدون مايضيع اي ثانية....
ووجهه للرجال اللي انتبه لياسر وبهتت ملامحه.....
بلع ريقه بجمود: هـ....
ياسر بدون اي تردد اطلق ست طلقات متتالية.....
ثلاثة بجسم السافل اللي قدامه وثنتين بالحارس اللي انتحر يقال يحمي زعيمه....والاخيرة طارت بالهوا لما دفه الحارس الثاني بقوة فلتت صرخة متوجعة من شفته لما حاصره على الأرض....
وهوا يحاول يسحب المسدس منه دوا صوت الطلقة من جديد وانتشر الدم على وجه ياسر بعد ماطاح الحارس على جنب وهوا يمسك قلبه وينتفض....
سـكرآت المـوت....

قـالـو صـيـر الـمقـتول ولا تـصـير الـقاتـل.....
قـالـو صـيـر الـمظلـوم ولا تـصـير الـظالـم......

بس هو الحين قتل ايه قـتلل.....ارتجفت عظامه...
وصارت تتصافق ببعضها برعـب.....
وكانه الحين صحى على نفسه وقف وهوا يترنّح....
ركض لسيارته بسرعة بعد ماطاح خمس مرآت....
حس بحرآرة الدموع على خدوده اللي كانت نـقيض لقطرات الغيـث البـاردة....
ركب سيارته وحس بالدفا.....بس داخله مايحس بشيء.....غير البرد والخوف....عض على شفته بضيآع وضم نفسه وصار يبكي ضارب بالرجولة عرض الحائط......
توسعت عيونه بهلع وهوا يسمع صافرات الشرطة....
دارت فيه الدنيا رح ياخذوه للسجن هوا قتل!!!!....
شغل السيارة برجفة واسرع بجنون.....
مايبغى يقضي عمره بالسجن لا والف لا......

رواية ضاقت بي عيونهم لو كنت وحداني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن