كنتُ أبحث عن شيءٍ ما عبر محرك البحث جوجل فتفاجأتُ بقصّةٍ عجيبةٍ «أنّ(ليلين) أحد الدّعاة إلى الشّيوعيّة والإلحاد أُصيب في آخر حياته بالجنون والهذيان، وكان يتبرّز ويأكلُ برازه حتّى اضطروا إلى أنْ يربطوا يديه في كرسيٍّ كي لا يأكل برازه!»
شيءٌ مقزّزٌ وعجيبٌ أيضًا، فلم أجد إلّا أنْ أعرض هذه الحكاية على أبي في حالة مِن التّعجّب، فابتسم قائلًا: «لأجيبكِ علينا أولًا نبش موضوع الإلحاد.»
أومأتُ مرحّبةً خاصةً وأنّي أكاد لا أعرف عن الإلحاد واللادينيّة إلا مجرد مصطلحاتٍ…
فشرع أبي مستطردًا:«بدايةً لَمْ تأخذ قضية الإلحاد مساحةً في كتب العقيدة؛ فالقرآن لَمْ يترك مساحةً واسعةً لإثبات الرّب؛ لأنّها مِنْ بديهيات عقل الإنسان البسيط.
لكن للأسف في عصرنا أصبح لتلك القضية شأنًا، وأنّا بحاجةٍ إلى دراستها، فهمها وتعلّم شبهاتها والرّدود عليها؛ لأنّنا الآن نقابل ملحدين في الكلية، في الشّارع أو في مواقع التّواصل الاجتماعيِّ فهي منابرهم »
فتساءلتُ:«إنْ كان الأمر بديهيٌّ فكيف ظهر ذلك الفكر؟»
فردَّ أبي:«مَن ينتمي لذلك الفكر يكون غرضه البعد مِنْ تبعات الأمر والنّهي والتّكاليف، قاله تعالى: { بَلْ يُرِيدُ الْإِنسٰنُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُۥ (5) يَسْـَٔلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيٰمَةِ (6)}
-«هل تقصد أنّ الإلحاد الهدف منه رغبة الإنسان أنْ يتحرّر مِنْ كلّ القيود؟»
فأومأ أبي مقرًّا كلامي متابعًا:«وظنًّا أنّه يجلب لنفسه السّعادة ويفر مِنْ كبت
وضيق تشريعات الدّين.دعيني أخبرك أنّ الإلحاد نشأ كردٍّ فعل عكسيٍّ لسلطان الكنيسة في العصور الوسطى على العلماء؛ لأنَّ الدّين المحرّف غير مشبع للنّفس ومليء بالمغالطات فكانتْ تصطدم مع العلم، فحدث الصّراع بين الكنيسة والعلماء، فكانتْ تتمكّن من العلماء وتسجنهم وتعذّبهم وتقتلهم بأبشع الطّرق.
والملحدين على نوعين، منهم مَن ينكر وجود الرّبِّ، ومنهم مَنْ يؤمن بوجود الرّبِّ دون وجود تشريع.
لكن الحقيقة أنَّ ما مِنْ أحدٍ إلّا و قد فُطِر على الحاجة إلى ربٍّ، الحاجة إلى مَنْ يدبّر ويعين، إلى مَنْ يدعوه ويسجد له يذلُّ ويخضع له، لذلك تجد كلَّ الأمم على مدار
التّاريخ كان لها ربٌّ… وهذه هي الفطرة.
أنت تقرأ
تحدي سلام: دونكَ.
Random«دونكَ يا إله لا نجاة ولا سلام.» رمضان.. دائمًا يأتي مهللًا، جالبًا معه الخيرَ والعطاءَ. فكلما كسرتنا الدنيا جبرنا فيه عطف خالقه، وكلما اشتدتْ بنا الحوجةُ اغرقنا الله فيه بكرمه، وكلما ابتعدنا عن الله، جاء رمضان لنتقرب فيه أكثر له. وفي هذا العام، وكك...