«ما الّذي يَحدثُ هُنا» نَهض ببطءٍ يُمسك رأسه بألمٍ ويَنظر حَوله بتروٍ، وإذا بِه يَرى شارعًا مليئًا بالفوانيس الجميلة التي تُزين البيوت والمحلات، لِيَنهضَ ويبدأ بالمشي ناظرًا حوله بإعجابٍ واضحٍ ويَلتقط أنفهُ بعضًا مِن روائح الطَعام اللذيذ تَتسلل مِنْ شُرَفِ المنازل.ويرى بعضًا من الأطفال يشترون مِنْ محلٍ وحيدٍ في الزاوية ويذهبون راكضين إلى مَنازلهم وأصواتُ ضِحكاتهم تتعالى، ليهمَّ ذاهبًا إلى هذا المَحل.
«السَّلام عَليكم» سَلَّمَ على صاحب المَحل الّذي كان رَجُلًا كبيرًا قليلًا ليرَد عليه السَّلام ببشاشةٍ.
«ما الّذي يَحدثُ هنا يا عم؟» سأل الرجَل تاليًا ليجيبه «ما بِكَ يا بُني، أنَّه رَمضانٌ قَد أهل علينا» ليفتح عينيه بصدمةٍ مستوعبًا الأجواء مِنْ حوله ويذهب ليكمل جولته بعد أنْ شَكر العَم.
نعم أصدقائي، فرمضانٌ أهلّ علينا بأجوائه الجميلة والمُحببة إلى قلوبنا جَميعًا، وبعودته عاد تحدٍّ علينا اجتيازه، ونرجو أنْ يَكون شهرًا خفيفًا علينا، نُحققُ فيه ما نريد، وليكن شهرًا نُسخر فيه أنفسنا لعبادته وَحده، لنستطيع الفوزَ بهذا الشَهر الكريم الّذي أنعم الله علينا بِه.
ولنشمل في هذه الدعوات الطيبة، إخواننا وأهالينا المُتضررين في خَضم الأحداث الأخيرة، حماهم الله مِن كُلِّ سوءٍ.
واسأل الله أنْ يحميكم ويحمينا جميعًا، وأنْ يُسهل علينا صِعاب هذا الشَهر، وأنْ نُحقق أمانينا بحلول نهايته، وأنْ نكون أهلًا لهذا الاختبار.
ومَع عودة الشهر الكريم، رَغب مَشروعنا في إطلاقٍ تحدٍّ أيضًا، تحدٍّ نزين بِه هذا الشَهر كالفوانيس.
ركزوا مَعي جيِّدًا وافتحوا عيونكم وآذانكم ترقبًا لِما سأقوله.
يُعلن مَشروعنا عن بدءِ تحدٍّ دِينيٍّ وتوعويٍّ بلمسةٍ أدبيّةٍ خفيفةٍ، ساعين للتقرب منكم ومِن الخالق، ونَعدكم أنّه يَحمل في ثناياه مواضيعًا خفيفةً وشيّقةً.
حَضِّروا أقلامكم وأوراقكم وترقبوا معنا الفَصل القَادم، حيثُ سنعلن عَن أول تغييرٍ لهذا الشَهر وهو «تحدي سّلام»
كان معكم شعلةُ الإعلام إلياس، دُمتم بخيرٍ.✨
أنت تقرأ
تحدي سلام: دونكَ.
De Todo«دونكَ يا إله لا نجاة ولا سلام.» رمضان.. دائمًا يأتي مهللًا، جالبًا معه الخيرَ والعطاءَ. فكلما كسرتنا الدنيا جبرنا فيه عطف خالقه، وكلما اشتدتْ بنا الحوجةُ اغرقنا الله فيه بكرمه، وكلما ابتعدنا عن الله، جاء رمضان لنتقرب فيه أكثر له. وفي هذا العام، وكك...