يَومٌ آخرٌ، يومٌ آخرٌ وأنا على قيد الحياة أسير على الأرض مهمومَ القلب، مثقلُ الكاهل، لا أعرف طريقي، رغم إنِّي أسير ولا أتوقف إلَّا إنَّني أشعر بالضَّياع، شيءٌ ما في داخلي مفقودٌ.
رغم حبي الكبير لهذه الحياة، وعيشي لها بكِلِّ تفاصيلها لا أحرم نفسي مِّنْ شيءٍ، ولكن أشعر بأنَّني ميِّتٌ مِّن الداخل، أشعر بأنَّني أتبعُ روتينًا جديدًا، وأنا كلًُ يومٍ بعد العمل أذهب لخوض مغامرةٍ ما.
حفلةٌ صاخبةٌ على سطح بنايةٍ، ركوب الأمواج، القفز المظليُّ، سباق السَّيارات والكثير، بتلك اللَّحظات أشعر بسعادةٍ مؤقتةٍ، وحرِّيةٍ تزول فور انَّتهائي، نعم أضحكُ وأشعر بقلبي يرفرفُ بين الغيوم، ولكن عندما أعود سأكون بحزنٍ وضياعٍ لا أعلم سببه.
شعرتُ بهدوءٍ للحظةٍ، لقد أختفتْ الأفكار وظلَّ بصريَّ ناحية السَّقف معلِّقًا، نهضتُ مِنْ سريري أذهب إلى الحمام لِقضاء حاجاتي ثمَّ تناولتُ فطوري المعتاد وارتديتُ ثيابي وغادرتُ إلى العمل.
قررتُ أنْ أذهب سيرًا بما إنِّي قد استيقظتُ باكرًا اليوم، أو لم أستطع النَّوم منذ الفجر، منذ سماعي للأذان ولَمْ أنهض لتلبيته ...
الأناس حولي يسيرون بصخبٍ، منهم مَنْ يصَّورُ نفسه، ومنهم مَنْ يتحدث بالهاتفِ، ومنهم مَنْ فقط يسيرون وحدهم مثلي أنا، جديًا لقد أصبح الجميع ملتصقًا بهاتفه، هل يعتبرونه حياتهم، فهناك أشياء ممتعةٌ أكثر منه؟
توقفتُ على جانب رصيف الشَّارع منتظرًا إشارة المرور تسمح لي بالعبور فإذا بأحمق يركض مِن النّاحية الأخرى بإتجاهي فصدمته سيارةٌ.
هرعتُ وتجمد الدَّم في عروقي وأنا أرى جسَّده ممددٌ على بعد أقدامٍ مني، والدَّمُ يملؤه، هرع النَّاسُ إليه بهواتفهم يصورون ما وقع، وشخصين أحدهم كان سائق السَّيارة يحاولان إخراجه، إذ بشخصٍ ما يصرخ:
«انطق الشَّهادتين، انطق الشَّهادتين، اذكر الله عند مصابكَ»
ضحك البعض، والبعض كان غاضبًا يصرخون لإسكاته فهو سينجو.
أنت تقرأ
تحدي سلام: دونكَ.
Random«دونكَ يا إله لا نجاة ولا سلام.» رمضان.. دائمًا يأتي مهللًا، جالبًا معه الخيرَ والعطاءَ. فكلما كسرتنا الدنيا جبرنا فيه عطف خالقه، وكلما اشتدتْ بنا الحوجةُ اغرقنا الله فيه بكرمه، وكلما ابتعدنا عن الله، جاء رمضان لنتقرب فيه أكثر له. وفي هذا العام، وكك...