دونكَ!

413 61 66
                                    

المؤمنين لا يظنّوا أنّهم داخلو الجنة دون ابتلاءٍ مِن الله حتى الأنبياء الّذين مِنْ قبلنا، لذلك لابدَّ لنا مِنْ احتساب الأجر والصّبر، وقد شهدنا الفترة الماضية كارثةً عظيمةً أثّرتْ علينا على حٍّ سواءٍ، ألا وهي الزّلازل، لقد ضرب أخوتنا المسلمين في سوريا وتركيا وكم كان مِن المؤلم رؤية ذلك.

لقد كانتْ قلوبنا معهم ونحن نردد «اللهم سلّم!» صحيح أنّ هذا الحدث مؤلم لكن ألم تفكروا ولو لدقيقةٍ بكونه ابتلاءً مِن الله؟ صحيحٌ يا أخوتي ابتلاءٌ، وما ابتلى الله عبده إلا ليعوضه.

فالآباء والأمهات لهم مِن الأجر عند فقدانهم أبنائهم، ولا يكسرهم سوى مكروهًا قد يلحق بفلذة أكبادهم، أو طفلٌ صغيرٌ فقد المأوى الّذي يحتمي به، صبره على هذا الابتلاء أجرٌ وبإذن الله لهم موعدٌ مع الجنة.

أنا أيضًا فقدتُ شخصًا في الفاجعة، لقد بكيتُ! نعم، لكنّي تذكرتُ أنّ صديقتي ذهبتْ للّذي هو أرحم بها منِّي. وما كان  لها منِّي غير الدّعاء لذلك لِمَ لا ندعو الله لهم في هذه الأيام الفضيلة؟

«اللّهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم، واعفُ عنهم، وأكرم نُزُلهم، ووسّع مُدخلهُم، واغسلهم بالماء والثّلج والبرد، ونقّهم مِن الخطايا كما يُنقَّى الثّوب الأبيض مِن الدّنس، وأبدلهم دارًا خيرًا مِنْ دارهم، وأهلًا خيرًا مِنْ أهلهم وزوجًا خيرًا مِن زوجهم، وأدخلهم الجنّة، وأعذهم مِنْ عذاب القبر ومِنْ عذاب النّار»

«اللّهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، اللّهم مَنْ أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومَنْ توفيته منّا فتوفه على الإيمان، اللّهم لا تحرمنا أجرهم ولا تضلّنا بعدهم»

ومن المهم أنْ لا تنسوا أنّ الابتلاء ليس شرطًا أنْ يكون عقابًا، قد يكون تكفيرًا للذّنوب وأجرًا، والمزيد مِن الاختبارات والارتقاءات وتربيةً للنّفس؛ فما لا تحدثه التّوبة يحدثه البلاء.

نحن لابد لنا مِنْ إحسان الظنِّ باللّٰه، فالإيمان نصفه صبرٌ، فما الفائدة مِنْ الجزع والسّخط؟ لا نقول لكَ لا تحزن، فإنّ العين تدمع وإنّ القلب يحزن ولا نقول إلّا ما يُرضِي ربّنا.
  لذلك يا أعزائي لا تتزعزع قلوبكم وتتركوها بيئةً خصبةً للشّيطان فاصبروا واحتسبوا الأجر ولا تكونوا مِن الّذين نسوا الله فنسيهم.

بالطّبع لقد لاحظتم عنوان الفصل، ألم يصبكم بعض الفضول؟ فلتحزروا إذنِ!

عودوا أيّها الشّجعان! لقد كنت أمزح فقط.

جميعكم يعرف تحدي سلام، فهو غنيٌّ عن التعريف، وفي هذه السنة جئنا لكم بتحدٍّ عنوانه (دونكَ) .

تحدي سلام: دونكَ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن