قضية رأيي عام (4)
عندما سمعوا صوت اطلاق النار أخذ "جابر" داوُد" لي يخبئه داخل مستودع كبير حتى يحتمي داخله ليغلق عليه الباب …ثم يخرج إلي الخارج ليجد مجموعة , رجال مسلحين أوقفوا إطلاق الرصاص ثم قال أحدهم:
_احنا مش عايزين ناذي حد سلمنا "داوُد "يا حج
"جابر".
قال الحج "جابر" بستغراب!:
_للأسف غلط في العنوان انا وأعوذ بالله من كلمة انا معرفش حد ب الاسم دا و مفيش حد نزل بلدنا النهارده من الأساس.
لَيقول الآخر وهو يحمل سلاحه و يصوبه نحو الحج "جابر"
_وصل البلد امبارح وجه عندك النهارده من ساعة بالظبط.
ليتحدث الحج "جابر"بأصرار:
_انا قُلت محدش جه هنا يعني محدش جه هنا شوفوا شغلكم يا رجاله.
ذهب الحج "جابر "ليخرج "داوُد" من المخزن ثم يأخذه ليخرج من الباب الخلفي.
الحج "جابر" بقلق:
_اطلع بسرعة يا ولدي زهرة هتخرجك من الباب الخلفي، خلي بالك من نفسك؛ ودي شريحة تليفون جديدة خليها معاك
كلمني لما تكون في أمان.
"داوُد" بأمنتان:
_انا مش عارف اشكرك ازاي.
الحج "جابر" بعجالة:
_مش وقت شكر امشي بسرعة، استعجلي شوية
يا "زهرة"
"زٍهرة"
_خلي بالك من نفسك يا بابا هخرجه على طول وارجعلك.
الحج "جابر" محذر إياها:
_اياك ترجعي ممكن ياذوكي خلي بالك من نفسك يا بنتي.
ثم ذهبت "زهره" بصحبة داوُد إلي ان وجدوا سياره تنتظرهم صعدوا بها سريعا وقاد السائق الذي قال له الحج "جابر "أن يوصلهم.
داخل منزل الحج" جابر" وبعد ذهاب كل من" داوُد" و"زهره"
دخل إليه بعض الرجال وتم تهديده ام أن يقول اين ذهب "داوُد" أو سوف يقتل.
الحج "جّّابر" بأنكار :
_هو اي حاجة وخلاص ما قلت معرفش حد ب الاسم ده.
"الرجل" بتوعد:
_يبقي أنتَ الي أخترت يا حج؛ هعمل معاک واجب وهخليک تتشاهد قبل ما تموت.
الحج "جابر" مغمض العينين :
_آشُُهّّدٍٍ آنِِ لََآ آلََهّّ آلََآ آلََلََهّّ وٌٌآنِِآ مًًحًًمًًدٍٍآ رسِِوٌٌلََ آلََلََهّّ.
ثم أطلق احد الرجال رصاص مسدسه كامل تجاه جسد الحج "جابر" ليلقي جثة هامده على الأرض
******************
وضعت" زهره "يدها اعلي قلبها لتقول بوجع وخوف:
_ابويا حصله حاجة خلينا نرجع تاني.
"داوُد" مطمئنها:
_هرجع تاني اطمن عليه متخافيش بإذن الله هيكون كويس.
تحدثت" زهرة" بقلق: يارب.
ذهب بهم السائق إلي أحدي القري التي لا يعرفهم بها احد؛ ليقف بهم أمام منزل مكون من طابقين ثم قال:
_انا هرجع اطمن على الحج واجي اقولكم حصل
ايه، خد ده عقد جواز مضروب؛ لأنك في قرية صعيديه ومينفعش تقعدوا في بيت واحد کده و الحج هو الي اداني الورقة عشان اديها لك، السلام عليكم.
"داوُد" محدث نفسه:
_وعليكم السلام، يا ربي يعني انا ناقص مصايب إن شاء الله احل القضية و احبس كارم "ابن عم آية" وكل حاجة هتبقي تمام بإذن الله.
"زهره "بفضول:
_هو أنتَ ملبوس؟
"داوُد" باستفهام : ليه؟
"زهره": اصلك بتكلم نفسك ففكرتك ملبوس.
داوُد بنفاذ الصبر:
_ادخلي يا "زهره" عشان ما ارتكبش جنايه.
ذهبت إلي الداخل ثم انتظر هو في الخارج كي لا يزعجها، وعندما حل الليل وغفت في سبات عميق ذهب إلي الداخل و القي على الكنبه الموجودة خلف باب المنزل حتي لا تخاف منه عندما تستيقظ
*******************
في صباح اليوم التالي وعند شروق الشمس استيقظ "داوُد" على صوت دق الباب بقوة تطلع من العين السحرية وجد أنه السائق فتح له الباب ثم قال له بتساؤل:
_تأخرت ليه مجتش امبارح؟
السائق مبرر: أنا قُلت اجي و الأنسة" زهره" نايمة عشان ما تنهار، الحج جابر تعيش انتَ
"داوُد" معقب بصدمه : انتَ بتقول ايه؟!
السائق:
_الناس المسلحين بتوع امبارح قتلوه عشان رفض يقول على مكانك أو أنه يعرفك.
جلس "داوُد" على الكنبه ثم وضع يداه على رأسه
بحزن شديد لأنه تسبب في قتل رجل ليس له اي ذنب بما حدث، مر دقائق وأتت "زهره" وهي تقول:
_في حاجه حصلت لبابا "يا عم محمد" (السائق)
عم محمد: الحج "جابر" تعيشي أنتِ.
ثم تركهم وعاد للمنزل حتي يحضر لجنازة الحج.
وبعد تجهيزات الغسل استدعي" زهره" و داوُد حتي يروا "جابر" للمره الأخيره
لم تستطيع تمالك نفسها من البكاء وهي واضعة يديها على فمها محاوله کتم صرخاتها
لكنها لم تتحمل أكثر وصرخت بأعلى صوتها ليحاول الجميع منعها من الصراخ حتي لا يكشف الأمر جذبها "داوُد" من يداها محاولاً تهدئتها لكنها كانت تنهار أكثر، يأخذها داخل احضانه ويبكي على بكائها ثم يحاول مواساتها والحديث معها بأنه أصبح في مكان أفضل ويجب علينا الدعاء له ولا يجب البكاء عليه كي لا يحزن منا
كان يواسيها مثل الطفل الصغير الذي توفي اباه في عمر ال 5 سنوات
ثم تركه وحيد في تلك الدنيا القاسية؛ لتقع مغشيا عليها يحملها ويخرج بها سريعا من الباب الخلفي ويضعها داخل السيارة ثم صعد وقاد بدلاً من السائق إلي أقرب مستشفى حتي لا يحدث لها مكروه؛ إنها أمانة أبيها له، لقد آمنه عليها ويجب عليه الحفاظ على تلك الأمانة حتى يلتقي به .
ادخلها إلي حجرة الطوارئ
ليقول الطبيب مسرع:
_حقنة مهدئة بسرعة.
جلبت له إحدى الممرضات الحقنة اعطاها اياها ثم قال ل "داوُد"
_الأنسة حالتها صعبه جدا كانت بتدخل في صدمة عصبية، بس الحمد لله إنك جبتها بسرعة؛ هي محتاجة راحة تامة وممنوع الزعل عشان ما يحصل هاش حاجة وتروح فيها لاقدر الله، ودول شوية ادوية هتجبهم من الصيدلية ال جنبنا عشان نحطها في المحلول.
أخذ الروشته و ذهب يجلب الأدوية في صمت تام.
يتبع.
#صفاء_أحمد_سليمان.
