الفصل الثاني • بطل .

1.3K 149 153
                                    

-














• البداية ، قبل عامين •

وقف مُقابل منطقة عبور المُشاة يبلع بِقوة كلما تغيّر اللون للأخضر دون التحرك حتى يعود إلى الأحمر .

الجميع يذهب و يعود عداه يقف خائفًا مكانه ، يَخشى قطع الطُرقات بشدة ، لا يثق في السائقين و لا في إشارة المرور لو تغيرت و هو في مُنتصف الخط و يصدمه احد السائقين الهمجيين .

" ا- المعذرة ، هل يمكنك- "

كلما حاول الطلب من أحد مُساعدته في قطع الطريق يتجاهلونه حتى وصل للشاب الجامعي الذي أنزل سماعته يرى مشكلته .

" ما الخطب صغيري ؟ ما الذي يُبكيك ؟ "

سأل و قَد حَن عليه بالفعل للمح الدموع تُغرق عيونه الوسيعة ، سؤاله هو ما دفعه للجلوس أرضًا و تخبئة وجهه بيديه يبكي خوفه بالفعل .

" لا تبكِ ا أخبرني بالمشكلة ، هل أنت ضائع ؟ "

أخذ خدوده المنفوخه وسط كفيه ليمسح البلل عنها بِرِفق حتى يهدأ المُراهق بين يديه و يومئ مُشيرًا لهدوءه بعض الشيء .

" بابا قال لن يأتِ اليوم ، أُريد العَودة للمنزل و أخاف قطع الطرقات ، الجميع.. الجميع- "

أجهش بالبكاء مُجددًا و قد فهم الأكبر عليه بالفعل و ساعده على الوقوف .

" الجميع تجاهلك صحيح ؟ لا بأس أنا سأساعدك لِتصل إلى البيت ، ما عنوانك ؟ "

سأل و هو يأخذه معه حتى قارعة الطريق ليبتسم فور لمح سيارة أُجرة و أخذه للنافذة كي يسرد عنوانه للسائق الذي تَعرّف على الموقع .

" اركب و سيوصلك هيا "

" لكني لا أملك المال "

" لم أخبرك أن تدفع ، اصعد فحسب "

" و- وحدي ؟ "

همس يتمسك في كمه أقوى رافضًا للفكرة و لا زال جيمين يبحث عن محفظته في حقيبة ظهره للدفع .

" خُذني إلى البيت ، أنا خائف لا يمكنني الذهاب وحدي "

مُراهق إتكالي تمامًا ، هذا ما كان عليه في سابق عهده .

تنهد جيمين يُدرك بُعد المسافة عن بيته هو لولا أن ما قاله المُراهق صحيح ، ماذا لو فعل به السائق شيء ؟

ابتسم موافقًا في النهاية و فتح الباب له كي يركبا سويًا .

" أنت غريب ، لن تثق بالسابق لأنه غريب ، لكنك تثق بي رغم أني غريب ايضًا "

You are the reason.. ∆ KOOMIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن