جزءٌ مُتعب وجزءٌ يُقاوم

25 1 0
                                    

كانت عينا الصبي الهالك اللتان تقاومان التعب تتبعان خطوات والده الذي وقف بجانب أحدهم , كان خيال امرأة مما جعل حدقتا الفتى تتسع . -" أين كان ؟' أردفت تلك السيدة الجميلة  بهدوء. 

- مع ذلك الفتى مجددا !

عندها سقطت دمعةٌ من عين الفتى -،ـأُ ، أُمــي..." قالها بصوت مختنق .

عندها همهمت تلك السيدة واختفى صوت خطوات الرجل جاحد العينين ، لا أحد يعلم هل غادرا بالفعل أم أن الصبي فقد ما تبقى من وعيه .

بعد مضي وقت ليس بالطويل على ذلك الجسد الملقى في مكانه ،استيقظ !- ها ؟؟ أين أنا .. اردف صاحب الخصلات جامعا أنفاسه حتى أحس بذاك الوخز في قلبه وتذكر كل ما حصل . 

كان لا يزال في مكانه وجسده المتألم لا يزال كما هو بأرضية المنزل بجانب الدرج .

وقف متكئا على الحائط بهدوء وبدأ يحاول السير مثقلا بالألم إلى أن وصل لأعلى الدرج دفع باب غرفته وخانته ساقاه حتى صار جسده واقعا على الأرض ، مد صاحب الخصلات يده بهدوء ودفع الباب مغلقا إياه ، تقدم حبوا إلى أن وصل لحافة سريره وضع رأسه عليها بهدوء ، أخرج هاتفه من جيبه محاولا فتح عينه متفقدا الشاشة ـ

- "اه .... تبا , إنها الثالثة فجرا , قام برمي الهاتف على السرير " تبا! ، لم لا أموت الان وحسب ؟ عندها شهق بأنفاسه دافنا وجهه بالفراش ، إن... إن قلبي , يحترق ' أكمل كلماته باكيا بحرقة وشهقاته تتعالى إلى أن غفى ، مجددا .......

في اليوم التالي بعد مرور وقتٍ طويل .. 

جون القابع في الدكانة  لقيامه بعمله المعتاد ، تنهد الفتى ضاما يداه إلى صدره - يا الهي هذا الألم مجددا ... 'أرجو أن يتوقف لم أكمل دوامي بعد ! ..

بعد مرور دقائق على بقاء الفتى بهذا الحال تحرك من مكانه ملتقطا هاتفه، - اه أين ليو لمَ لم يأتي ليزعجني اليوم ؟ إنه يوم العطلة الوحيد ..

فتح الهاتف وبدأ بإجراء مكاملة وقف متجها نحو باب الدكانة الخشبي ،

- يا ترى ؟ أين هو .؟ .... في تلك اللحظات دخل رجل وطفلته الصغيرة الى الدكانة عند انشغال جون بإجراء المكالمة ما إن انتبه لهم أردف كلماته اللطيفة مع ابتسامه - اوه ! ، اهلا بك سيدي ،.. تفضلا 

عند قوله لكلماته تلك عاد بخطواته الهادئة إلى طاولته في الداخل  تاركا الطريق لزبائنه للدخول.،

 'هييييه ذلك الأحمق لا يرد يبدو أنه وجد غيري ليتسكع معهم '.. أردف كلماته هذه متنهدا مع ضحكةٍ خافتة ولكنه فجأةً أصيب برعشة في جميع أنحاء جسده جعلت منه يحاول التمسك بالطاولة القابعة بجانبه وأوقعت حركته هذه أحد الزجاجات التي كانت على طاولة الخزنة . التفت إليه الزبون والد الطفلة راكضا "

'بني ؟ ما بك ؟؟! ..اتكأ  جون على الطاولة محاولا التماسك إنه بالفعل يشعر بألم مروع في قلبه ..

قام الرجل بمساعدته على الجلوس 'هل أنت بخير ؟ , 

- اه ،،كلاـ لا أشعر بذلك " أردف جون واضعا يده على قلبه محاولا استجماع أنفاسه 

- من صاحب هذا المكان ؟ قال الرجل محاولا إيجاد حل ما ،

- ها ؟ ماذا كلا أنا بخيرٍ الان ، لم يتبقى سوى ساعتين وينتهي عملي اليوم ،فقط.... أحتاج للراحة  "أردف جون صانعا ابتسامة هادئة على محياه "

- بني , ! ما هذا الذي حصل لك الان ؟ أردف الرجل بهدوء 

- ها ؟ ابتلع الواضع يده على قلبه ريقه ، ..- أأ ـ أنا لا ,..لا اعلم ! 

- عليك الذهاب الى الطبيب ، منذ متى يحصل هذا ؟ 

- كلا ,! منذ فترة طويلة لكن ليس هكذا .... كـ ك ـكان مجرد ألم بسيط ،' عندها شهق الفتى بهدوء ،ـ أما الان كان مرعبا ، أردف جون هذا الكلام وهو بالفعل لا يستطيع التفكير بأي شيء أسوء من الذي في باله الان ـ 

- بني اهدأ أغلق المكان ولنذهب للطبيب !'، أردف الرجل بقلق وهو يريد مساعدة الفتى بالفعل 

عندها حدق جون في الرجل بهدوء وبعدها التقت عيناه بعيني الطفلة الصغيرة ويبدو عليها الخوف الشديد مما حصل قبل قليل ،تنهد جون بهدوء وابتسم للصغيرة بهدوء - ، إنه بالفعل ملاك "

وقف من على الطاولة و أشاح نظره عنهما - حسنا سيدي أسف سأغلق " أردف صاحب الخزنة مخرجا مفتاحه و شاعرا بثقل خطواته حتى وصل للباب وخرج كل من الطفلة والسيد وهو خلفهما أغلق باب الدكانة وهمهم بهدوء شاتما نفسه ،- سوف أعاقب الأن وسيتم خصم راتبي ....تبا"

فجأة شعر الرجل المتجهُ نحو سيارته بطفلته تسحب ردائه '- با..بابا ..."الفتى !!

التفت الرجل نحو جون الذي كان يترنح ويتعرق بشدة ، ذهب ناحيته مسرعا 

- بني .. بني اهدأ هل أنت بخير ؟؟أردف الرجل محاولا إمساك الفتى قبل وقوعه

- سيـ دي ، سيدي ، هاه ه " تمتم الفتى محاولا استجماع أنفساه ـ "أرجوك المفتاح ـ، أرجوك ' ناول جون المفتاح للرجل وأسدل جفنيه بهدوء .......


في برد هذا العالم، كنت الدفء بالنسبةِ لي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن