بَترٌ في الروح.~

18 0 0
                                    

________LEO POV________

"استمرت الأيام وكنت في كل يوم أتردد بين المشفى والمدرسة والمنزل كانت كل أيامنا تمر دون أن يحصل أي تحسن لأخي .. بل وبدأت حالته تتدهور بشكل أسوء ، كانت ألام صدره وقلبه تشتد يوما بعد يوم  ..هكذا مر اسبوعان واشتدت الحمى وألام المفاصل على جون.. "

"اتضح فيما بعد أنه طوال الأيام التي تسبق دخوله للمشفى كان يتألم حقا في صدره ومفاصله.. ولكن في صمت .. هو لم يخبر أحدا ! حتى أنا لم يخبرني ..أنا غير قادر على فهم ذلك .. كيف ؟ ولِـماذا فعل ذلك؟..

أنا الان وحدي في هذا العالم الل.. مجددا.. 

أجل .. .. لقد فقدت جون ، إلى الأبد ...

{ كما جاء في ذهنكم الان تماما }

___________END LEO POV ___________

محدقا في عيدان الورد التي غمرها التراب وتركت لتذبل  أمام قبر زهرة أخرى كانت قد أنهت أيامها في هذا العالم باكرا ، كان الصبي ذو الخصلات يرخي كتفيه مسدلا الجفنين متكئا هناك في صباح يوم خريفي هادئ كُسيت سماءه باللون الرمادي عندما جاءت تِيا برفقة شاب آخر يسرعان الخطى حتى صاحت عندما لمحت عزيزنا  ذو الخصلات نائما "ليو .. "جاعلة ذو الخصلات يرمش بلطف لينظر إليهما بتعجب ،

اقتربت بلطف هي ورفيقها حتى وصلت اليه ."ليو .. هل ما زلت هنا .. هل أكلت شيئا اليوم ؟. 

لم ينبس الصبي بشفة وظل هادئا على جلسته نفسها ..

اقترب الشاب منه وانحنى "ليو لديك مدرسة .. عليك الذهاب .

ظل الفتى جالسا مكانه حتى تحرك بلطف وعدل جلسته ."انتما عودا إلى المدينة الأخرى حيث جامعتكما .. مر أسبوع على غيابك واكثر من اسبوعان على غيابها .. لن تنتظركما الجامعة .. " أطلق هذه الجملة مع بعض التنهيدات البائسة ليكون الرد عليه بصمت الفتاة للحظات  لتمسد بعد ذلك على ذراعه "ليو.. سوف أغادر أنا وكريس بعد ساعتين .جئت لأزور قبر أخي .. أولا .. من ثم نغادر .هناك امتحان بعد يومين ..

نظر الصبي إلى شقيقة صديقه المتوفى "نعم ..جيد ..اجتهدي كما أوصاكِ جون.. " قال هذه الكلمات دون تعبير وعاد ليتكئ للخلف للحظات ثم وقف على ساقيه ونثر التراب من على معطفه ، "أنا عائد للمنزل " قال بضجر خفيف ، جاعلا الشابة تقرن حاجبيها لتقترب .

"ليو !. توقف .. هذه الأفعال .. ما كان أخي .. ليرضى  .."

"ماذا ؟.

"أنت تعلم ما أقصد ..!" قالت الفتاة وقد علت ملامح الضجر والغضب والحزن محياها ،ليقترب منها الشاب الطويل "اهدئي .. يا تِيا ..

حدق صاحب الخصلات بها للحظات ثم نظر في الأرجاء قبل إعادة نظره إلى الشابان ."أعلم ما تقصدين .. أنا بخير ، احتاج أن أبقى وحدي .. لفترة .. "

"ماذا ؟ لقد .. كنت وحدك كثيرا أنت لست بحال جيد عليك الذهاب للطبيب ." ،أردفت الشابة بهذه الكلمات وهي تبدو منزعجة بشدة من كلام صبي الخصلات الحريرية .

نظر ليو اليها للحظات ثم وضع يديه في جيوب معطفه واسدل قلنسوته واقترب من الشاب رفيق تِيا ."اسمعني .. كريس ..

"ماذا هناك ؟. هي على حق .." قال كريس لصاحب الخصلات وهما يتهامسان بهدوء عنها .

"أعلم .. فقط اسمع .. اعتني بها جيدا لا تقم باستغلالها حسنا ؟. لم يعد لديها أحد ، وأنا أعلم أنك تحبها .."

ـ ماذا ؟.." أردف كريس يهمس مشككا أذنيه بما سمعتاه للتو

ـ منذ أن رأيتك جئت إليها في وقتها العصيب.. أنت تعلم ما أعني .." قال ليو جاعلا قلب الآخر يرتجف لينطلق تورد طفيف على محياه.

"ليو !؟ .. 
"الى اللقاء .. انتبها لأنفسكما .. وداعا انسة تِيا ..ادرسي جيدا وعيشي بسعادة من أجل جون " قال فتى الخصلات راكضا ليبتعد عنهم دون الالتفات ـ ولكن هذا لم يرضي الفتاة الشابة .

"ليو !. تعال إلى هنا يا حقير .. عد إلى هنا .. 

"اهدئي .. سوف يكون بخير .. اتركيه وحسب ، قال أنه عائد للمنزل ." قال كريس محاولا جعل رفيقته الشابة تهدأ وفكر في نفسه ""يا إلهي هذا الفتى.. إنه ناضج وهادئ بشكل غريب.. يا ترى ما لذي عاشه ليصبح هكذا.. ""،

صمتت هي الأخرى وهي تحدق بليو المغادر حتى اقتربت وجلست بجانب  قبر أخيها وجهشت في البكاء .

._________________________________________________


مرت الساعات وكان قد حل المساء بالفعل وغطى السواد السماء ، كانت الرياح تداعب تلك الخصلات الحريرية للصبي الذي يمشي بخطىً متتابعة حتى وصل إلى ذلك الباب الخشبي العتيق قديم الطراز ،كانت أنفاس الصبي هادئة بشدة تقدم بلطف ووضع يده على الباب .

"جون.. أليس هذا وقت لعبنا .." نبس الفتى بهذه الكلمات وبدأ يطرق الباب بلطف 

"جون .. لماذا لا تفتح.. .. جون ... " بدأ صاحب الخصلات يتلعثم قليلا وتسارعت كلماته 

"أين أنت ؟. لماذا الدكانة مغلقة ؟. هل أغلقت باكرا ؟.. جون ...." بدأ الصبي يطرق الباب بجنون وينظر يمينا ويسارا متفحصا الباب العتيق كمن يحاول إيجاد طريقة لفتحه ..

"جون .. أيها الحقير افتح الباب !!. " قال هذه الكلمات وقد بدأ يرتفع صوته صارخا بنبرة ضجرة ومرتعشة .

"جون افتح يكفي عبثا معي .. جون .. جون ....اللع*.. جون .. " قال تلك الكلمات وهو يخفض صوته ولا يكاد يشعر بجسده بسبب الرجفة الشديدة التي وصلت إلى أعماق عظامه ويضرب بجبينه على الباب بخفة .. تدحرجت الدموع من على خدي الصبي وتناثرت وهو يهز رأسه و لا يزال يضرب بيده التي ترتجف على باب الدكانة ، لقد أهلكه التعب فالتفت ليتكئ على الباب بظهره ودفع بنفسه ليسقط أرضا ، جلس وقد ضم رجليه إلى صدره أخفيت ملامحه بخصلاته الحريرية التي تناثرت عليها دموعه ..

"جون... أين ذهبت يا جون ..؟!! " 

هناك، كان  صوت شخص يضطهد يمكن سماعه لمن يمشي بذلك الشارع في هذا الوقت من الليل ـ صوت شهيق ونحيب ، تأوه ، تألم ، وأنين من زاوية الشارع لشخص تم بتر جزءٍ من روحه .

.

.

بعد مرور شهر تماما ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في برد هذا العالم، كنت الدفء بالنسبةِ لي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن