ودَاعاً إلى الأبَد

14 1 0
                                    

كان فتى الخصلات يسارع الخطى ليصل إلى غرفة رفيقه ليجد بصره معلقا على نافذة الغرفة الزجاجية وقد تجمدت ساقاه بمكانها بعد أن سمع صوت نحيبه وقد لمح أخته الكبرى "تِيا " تحتضنه بهدوء وكان كلاهما كمن يتألم على فراق أحدهم ..

اقترب ليو بخطواته أمام الباب ليفتح ما يسمح له بالدخول ، لم ينتبه رفيقه له فقد كان يدس وجهه بكتف أخته وقد احترقت عيناه من البكاء 

- أنا أسف لا أعلم ماذا أفعل ... "قال الصبي بين شهقاته"

- اهدأ .. فقط اهدأ كل شيء بخير ، حسنا؟ لا تحتاج لفعل شيء ، سوف تشفى وحسب 'أردفت شقيقته كاتمة شهقاتها وقد غطت وجهها الدموع "

كان صاحب الخصلات لا يزال يحدق غير قادر على فهم ما يحصل ،

كان جون على السرير يحاول مسح دموعه وقد خارت قواه بالفعل ليرفع رأسه وتتلاقى عيناه بالذي يأخذ مكانا أمام الباب 

- جون !.. " نبس صاحب الخصلات بصوتٍ مرتجف ولكن ما إن رآه رفيقه حتى أبعد ناظريه واختنق بالكباء طالبا من أخته أن تغلق الباب وتخرج إلى الخارج 

- أخي !. اهدأ.. "أردفت تِيا بحيرة وقد أخذت الدموع مجراها من عينيها 

- أرجوك .. اتركوني وحدي .. وحسب " قال أخر كلماته حاشرا وجهه في الوسادة 

- .. حسنا .. "كان قلب الفتاة يتحطم وأخذت بخطواتها إلى الباب وأمسكت ليو من ذراعه - فلنذهب ليو ..

-ماذا ؟ جون! جون ! ماذا تظن نفسك فاعلا ؟؟ توقف "أردف وقد ارتفع صوته بأخر كلامه.

- أرجوك أتركه وحسب ! "صرخت الفتاة بوجهه مما جعل ملامح الاخر تتجمد 

بعد ثوان شعر بثقل في صدره وسحب ذراعه منها ، - حسنا ! اتركيني وشأني .."

نظر نظرة خاطفة  إلى الراقد على سريره في الداخل وخرج من الغرفة ، أقفلت تِيا الباب وتقدمت ناحية ليو 

- ليو .. ماذا حصل لأخي " قالت الفتاة محاولة عدم ذرف الدموع 

- ماذا ؟ .. أنا لا أفهم ! "تكلم الاخر وقد كانت ألاف الأسئلة تدور في رأسه

- ليو .. لا أستطيع التحمل.. كل ذلك بسببي كان علي الاعتناء بأخي لقد تركته وحيدا كيف فعلت ذلك ، أنا أنانية .. "لم تستطع شقيقته كبح دموعها وانهارت بالكباء 

- ماذا يحصل أخبريني ؟ ماذا به ليو ؟ سوف أجن .. " أردف صاحب الخصلات وقد بدأ يشعر بضربات قلبه تتسارع 

- ليو .. " قالت ذلك بين شهقاتها وقد لمحتها أحد الممرضات وجاءت محاولة تهدئتها 

- جون ... " كان ذلك أخر ما خرج من بين شفتيه حتى  قادته ساقاه ودخل مسرعا لغرفة رفيقه 

- جون ! " أردف فاتحا الباب بقوة فرفع الأخر بصره محدقا بصاحب الخصلات وقد كانت وجنتاه  قد غُطيتا باللون الأحمر والدموع 

- جون .. ما الذي يحصل ؟ أنا لا افهم "قال بخنق وقد نفذ صبره ، تنهد الأخر ومسح على عينيه

- ليو .. "قال الصبي على السرير بتردد .

- نعم؟ "كان جون يشعر بشيء خاطئ وهو يلمح يد صديقه وهي ترتجف بشدة وقد لحظ ندوب العديد من الإبر في أماكن مختلفة من يده غير قسطرة الوريد الموضوعة فيها .

 ظل جون يرتجف في مكانه وبدأ يشهق بقوة محاولا التماسك  - ليو ... ليو .. "

صعق ليو من مكانه بعد أن رأى رفيقه يصبح بهذا الحال، اقترب بهدوء وجلس بجانبه وأمسك بيده - جون ... أنا لا افهم !"منذ متى وأنت تخفي عني الأشياء ؟

- ليو .. أنا لست بخير .." قالها وقد اختنق بالدموع جاعلا الأخر غير قادر على تحريك شفتيه من الخوف

- جون .. تكلم .. ماذا بك!؟~

- ليو .. ليو أنا لن أعيش طويلا ~.. "كان شهقات جون ترتفع شيئا فشيئا محاولا استكمال كلماته تزامنا مع وقوف الاخر من مكانه كمن صعقته الكهرباء 

- ... ماذا ؟ هل .. تمزح ؟ "اردف وقد ترقرقت عيناه بالدموع 

- كلا .. "تنهد جون ووضع كفه على جبينه وبدأ يتنفس بصعوبة ~

- جون .. إن قلبي يتألم .. توقف عن البكاء هكذا ". أردف ليو بينما كان جون يحاول السيطرة على شهقاته ولكن أنفاسه تزداد صعوبة 

- ليو .. إـ إنه .. إنه قلبي .. 

أسرع ليو وجلس مقابلا لجون وأمسك بيده " - لا تتحدث هكذا حسنا ؟ كل شيء بخير سوف تتحسن قريبا ، لا تقلق ! ،

- ليو اسمعني .. لدي روماتيزم في قلبي ، "مسح دموعه وجلس وبدأ يحاول أن يهدأ ولكن جسده استمر بالرجف 

- جون ... ماذا يعني هذا ؟ 

- يمكنك أن تبحث بنفسك ،.. ليو إنه مؤلم .. " قال أخر كلماته واختنق بدموعه ثم تابع :

- ارجوك اخرج من هنا أريد أن ابقى وحدي .."

- ماذا ؟! "أردف ليو غير قادر على استيعاب ما سمعه من رفيقه . -" ماذا تعني ؟؟ منذ متى ونحن هكذا " رفع صوته في اخر كلماته 

- " من الان ، اخرج وحسب واتركني لا تعد الى هنا لن أعيش كثيرا على أي حال " صرخ جون بوجه رفيقه واستمر يحدق بالأرض 

ظل ليو واقفا في مكانه دون أن ينبس بكلمة حتى أخذ خطواته للوراء وغادر الغرفة بهدوء ~

..............


في برد هذا العالم، كنت الدفء بالنسبةِ لي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن